
6
الصور
إطبع
الرئيس ميقاتي: الدمج بين الكابيتال كونترول وضمان الودائع أمر خاطىء، وإقرار خطة التعافي الاقتصادي ينتظر ملاحظات الوزراء
الخميس، ٢١ نيسان، ٢٠٢٢
أكد رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي "أنه لا يمكن وضع لبنان على سكة التعافي من دون إقرار أربعة ملفات أساسية هي الموازنة العامة وقانون "الكابيتال كونترول" وموضوع السرية المصرفية وإعادة هيكلة المصارف"، مشدداً على "أن هذه الملفات الأربعة هي من الأمور التي يطلبها صندوق النقد الدولي". وشدّد على "أن المعارضة التي نسمعها في ملف "الكابيتال كونترول" أهدافها شعبوية قبل الانتخابات، ولكنها ستتسبب بالمزيد من المشكلات".
وكان رئيس مجلس الوزراء رأس صباحاً جلسة لمجلس الوزراء تلا في نهايتها وزير الاعلام زياد مكاري المقررات الرسمية وقال "عقد مجلس الوزراء جلسة قبل ظهر اليوم في السراي الحكومي برئاسة دولة رئيس مجلس الوزراء وحضور الوزراء الذين غاب منهم الوزراء السادة: سعادة الشامي، وليد نصار ومحمد المرتضى.
في مستهل الجلسة تحدث رئيس مجلس الوزراء عما دار في مجلس النواب بالأمس. وقال: إن الدمج بين "الكابيتال كونترول" وضمان الودائع أمر خاطئ. فالكابيتال كونترول لا يتحدث عن حجم الودائع ولا عن ضمانها، وكان يفترض أن يقر هذا القانون في اليوم التالي لبدء الأزمة المالية في لبنان، ولكن التأخير في البت به مستمر، وإذا كنا سنقدّم خطة للتعافي الاقتصادي ونقول للناس إننا سنعيد إليها أموالها، فمن المفترض اتخاذ إجراء لفترة معينة لكي تبقى هذه الأموال في لبنان ومراقبة التحويلات الى الخارج أمر أساسي في هذا الموضوع. أما المعارضة التي نسمعها في هذا الملف أهدافها شعبوية قبل الانتخابات، ولكنها ستتسبب بالمزيد من المشكلات.
وقال: من الأمور التي يطلبها صندوق النقد الدولي هي إقرار الموازنة العامة وقد أرسلناها الى مجلس النواب، وإقرار قانون الكابيتال كونترول وموضوع السرية المصرفية إضافة الى موضوع إعادة هيكلة المصارف، والملف الأخير لا يزال لدينا وقت إانجازه ومن ضمن بنوده الموضوع المالي الأساسي. لا يمكن وضع الأمور على سكة التعافي من دون إقرار هذه الملفات الأربعة في مجلس النواب بشفافية مطلقة. في المرة الماضية عرضنا في مجلس الوزراء خطة التعافي الاقتصادي والمالي، ولكنها لم تقر، لأننا في انتظار الاستماع الى الملاحظات والآراء. قد تكون هناك ملاحظات واعتراضات وانتقادات ولكن الخطة لن تصبح نهائية إلا بعد إحالتها بموجب مشاريع قوانين على مجلس النواب. تحدثت مع دولة رئيس مجلس النواب وتمنيت أن يصار الى عقد ورشة لمناقشة موضوع التعديلات على قوانين السرية المصرفية التي أقريناها في مجلس الوزراء، وهذا ما سيحصل.
وقال: الضجة التي أثيرت بمعظمها لها أهداف انتخابية، ونحن متمسكون بعملية الإنقاذ ومنفتحون على كل الملاحظات بشأن خطة التعافي وقد أرسلتها بالأمس الى مجلس النواب للاطلاع فقط، كونها لم تقر بعد في مجلس الوزراء بانتظار استكمال تلقي الملاحظات لوضع الصيغة النهائية لكي تكون الخطة موضع إجماع لبناني. لقد حققنا إنجازاً في موضوع الاتفاق الأولي مع صندوق النقد الدولي، وكل من لديه خيارات أخرى فليتقدم.
أضاف: في ملف الانتخابات عقدت بالأمس اجتماعاً مع معالي وزيري الداخلية والخارجية، وكل التحضيرات تسير في الاطار الصحيح. سمعنا بعض الملاحظات في ملف انتخاب المغتربين في الخارج، ومعالي وزير الخارجية الذي يقوم بتحقيقاته في الموضوع، تبين له حتى الآن، أن ما يجري يراعي القوانين والتعاميم. قد تكون هناك بعض الشوائب والعشوائية خاصة في مدينة سيدني الأسترالية، ولكن المسؤولية عنها لا تعود للدولة اللبنانية، وعلى الرغم من ذلك نحن ندرس إمكانية وسبل معالجتها. أتمنى على معالي وزير الداخلية المتابعة مع هيئة الأشراف على الانتخابات للتحقيق في حصول تجاوزات أو رشاوى انتخابية وأي إنفاق إعلاني يتجاوز الحد المسموح به قانوناً.
وقال: نتمنى أن يبقى الخطاب السياسي والإنتخابي، خطابا عقلانياً ، وأن تكون الانتخابات، موسماً ديمقراطياً دستورياً لتنشيط وتجديد الحياة البرلمانية.
وتطرق دولته الى الملف الصحي فقال "لفت نظري تقرير اليونيسف عن موضوع زيادة نسبة الوفيات بين الأطفال والحوامل وسوء التغذية، وأدعو معالي وزير الصحة الى متابعة هذا الملف الذي يوازي بأهميته الأمن الغذائي وتأمين المطلوب والتأكد أيضاً من التشدد في ملف تلقيح الأطفال.
وتناول موضوع ارتفاع نسبة الجرائم، وقال إن قوى الأمن تتابع هذا الملف بكل جدية، ولو أن ظروف التحقيقات تقتضي أحياناً التكتم على بعض المعطيات.
وفي الختام دان رئيس الحكومة بقوة انتهاك قوات الاحتلال حرمة المسجد الأقصى والمصلين فيه والسعي الى تغيير وجه القدس العربي وفرض أمر واقع بقوة السلاح والغطرسة.
بعد ذلك بدأ مجلس الوزراء مناقشة جدول الأعمال وسيتحدث الوزراء المعنيون أبرز ما تقرر في هذا الصدد.
وزير الصحة
وتحدث وزير الصحة فراس الأبيض وقال: "استعرصنا اليوم في الجلسة بعض الأمور المهمة ومنها أولاً موضوع الدواء، فنحن نعاني من أزمة فقدان بعض الأدوية المهمة وخصوصا أدوية الأمراض السرطانية والمستعصية التي تفاقمت في الفترة الأخيرة، وعرضت خلال الجلسة للأسباب التي أدت الى ذلك، والسبب الرئيسي هو الانتقال بعملية تمويل استيراد هذه الأدوية من قبل مصرف لبنان الى طريقة جديدة مع استعمال حقوق السحب الخاصة. لقد تمت إعادة تنظيم هذه الآلية التي عرضناها أثناء الجلسة، وأتوقع أن تؤدي الموافقات التي ستعطى الى إعادة سير عجلة الاستيراد بسرعة وبطريقة منتظمة، فتعود هذه الأدوية الى السوق قريباً.
أما الموضوع الثاني، فهو تنظيم الهبة التي وردتنا من دولة قطر لمد المستشفيات الحكومية بالوقود، وعرضنا خلال الجلسة للآلية التي ستتبع بالتعاون مع وزارة الطاقة ومصلحة المنشآت فيها. أما الموضوع الثالث، فيتعلق بالعاملين في المستشفيات الحكومية، وموضوع المساعدة الإجتماعية التي أقرت لهم في مجلس الوزراء، ولقد قام مجلس الوزراء مشكوراً بتحويل مبلغ 14 مليار ليرة لبنانية من احتياط الموازنة لموازنة وزارة الصحة لصرفها للمستشفيات الحكومية، ونأمل أن تدفع للعاملين قريباً.
وأخيراً تحدثنا عن التوجيه من قبل دولة الرئيس لموضوع اللقاحات عند الأطفال وارتفاع عدد الوفيات عند النساء الحوامل، وهذا الموضوع سيشكل يوم الثلاثاء المقبل محور يوم عمل في وزارة الصحة، حيث سنعقد مؤتمراً صحافياً سنطلق فيه المبادرات التي أعدتها الوزارة للتعامل مع هذا الموضوع.
وزير الاقتصاد
وتحدث وزير الاقتصاد أمين سلام فقال: قدمت شرحاً عاماً عن وضع القمح اليوم في البلد والمخزون الموجود والخطوات التالية التي سنقوم بها، فمنذ شهر ونصف الشهر أعلنّا من هذا المنبر أن لدينا كميات من القمح تكفي لمدة تتراوح بين شهر ونصف الشهر وشهرين، وأن لا قرار متخذاً لرفع الدعم، والعمل جاري لتأمين المواد من دون أي انقطاع، وبعد مرور هذه المدة فإن كل المعطيات التي صرحت عنها كانت دقيقة، فالقمح لا يزال متوافراً وكل الخطوات التي تحدثنا عنها نسير بها خطوة وراء خطوة.
وقال: "الأسبوع الماضي حصلت أزمة ولكن كان لها طابع استثنائي وليس لأن المواد لم تكن متوفرة أو أن الكميات لم تكن دخلت الى البلد، بل لأنه كان هناك إغلاق لبعض المطاحن الكبيرة بسبب متابعة قضائية لنتائج التحاليل والفحوصات، وبالتوازي كان هناك تأخير من مصرف لبنان بفتح الاعتمادات مما أدى الى تأخير في توزيع الطحين، واستغلت الأزمة وسوّقت حتى اليوم وتستعمل كورقة انتخابية، ولذلك أتمنى على الجميع عدم استغلال موضوع القمح ولقمة الناس بشعارات شعبوية وربطها بالانتخابات وبغير ذلك من الأمور".
أضاف: "أطلعنا مجلس الوزراء على كميات القمح المدعومة الموجودة في لبنان، حيث لدينا كميات مدعومة من آخر دفعة حصلت في الأسبوع الفائت وهي بقيمة 15 مليون و399 ألف دولار أميركي وقد غطت تقريباً ما بين 30 و35 ألف طن موجودين حالياً ويتم استعمالهم وهم يغطون حاجة السوق الأساسية، كما لدينا 40 ألف طن حالياً موجودين في البلد وتأكدنا بوصولها من خلال المطاحن والمستوردين، والاعتماد موجود لديهم ونحن نعمل حالياً مع مصرف لبنان لفتح هذا الاعتماد مما يسمح لنا بالتغطية لمدة شهرين بدءاً من اليوم".
وتابع: أما بالنسبة الى الاتفاق الذي يتم العمل عليه مع البنك الدولي فهو يهدف أولاً الى الحرص على عدم التلاعب أو وقوع ربطة الخبز في التجاذبات السياسية أو تأخير الدفع من مصرف لبنان. هناك برنامج مع البنك الدولي اليوم يرصد 150 مليون دولار للقمح، منها 15 مليون دولار على شكل بشكل والمبلغ الآخر هو بشكل قرض موجود للبنان، وقد حولناه الى الأمن الغذائي، لأن الموضوع هو أساسي عالمياً ولبنان من الدول الذي ليس لديه مخزون احتياطي، وبالتالي نحن بحاجة لتأمين شبكة أمان للأشهر الستة أو التسعة المقبلة، كي لا يكون هناك أي تغيير أو بلبلة بالنسبة الى موضوع الخبز.
أضاف: المهم أنه ليس هناك من قرار متخذ في موضوع رفع الدعم عن الخبز، رغم أنني ومنذ تشكيل الحكومة، أسمع بعض الأفران والمطاحن تعلن عبر الإعلام أن ربطة الخبز ستصبح بسعر 30 ألف ليرة، وأؤكد أننا حريصون على الحفاظ على سعر ربطة الخبز وأن لا قرار برفع الدعم، بل هناك قرار بالتشدد في الرقابة والمتابعة من خلال وزارة الاقتصاد ووزارة المالية عبر الجمارك. سمعنا رئيس الحكومة الأسبوع الماضي يقول أن هناك كميات من الطحين تهرّب، وهذا موضوع أمني مرتبط بالحدود والمشاكل التي تعنى بالتهريب وتتم معالجته من خلال الملاحقات ووعي من الأجهزة الأمنية لنقاط الخلل.
وختم: المفاوضات مع البنك الدولي انتهت رسمياً أمس وستحال على مجلس إدارة البنك لأخذ جواب سريع جداً بالموافقة بالنسبة لدعم لبنان، وعندها يتم إحالته الى المجلس النيابي لإقراره، ومنذ الآن وحتى ذلك الوقت ولحين بدء البنك الدولي بالدفع، ستستمر الأمور على ما هي عليه مع الدولة اللبنانية ومع مصرف لبنان، فالتركيز الأكبر هو على التشدد والمراقبة والتحكم أكثر بالكميات التي يتم استيرادها وكيفية توزيعها والاستفادة منها، لأن الهدف الأول والأخير هو التركيز على ربطة الخبز لكي لا يكون هناك انقطاع لها.
وزيرة التنمية الادارية
وقالت الوزيرة رياشي: "لقد أقر مجلس الوزراء اليوم "الاستراتيجية الوطنية للتحوّل الرقمي"، وهي نتيجة عمل تراكمي وتشاركي، لأن العمل بوضع إستراتيجية التحول الرقمي في لبنان بدأ منذ أكثر من عقدين، وجميع الوزراء الذين تناوبوا على وزارة الدولة لشؤون التنمية الإدارية كان همهم الوصول الى نتيجة في هذا الموضوع، وهي عمل تشاركي لأن كل أطياف المجتمع اللبناني شاركت بإعداد هذه الاستراتيجية، ونحن أكملنا العمل بها لكي تصبح مطابقة لوضعنا الحالي. اليوم أقرينا هذه الإستراتيجية ونكون بذلك قد وضعنا المدماك الأساسي للوصول بلبنان الى الدولة الحديثة والعادلة التي نتمناها جميعا. أما الخطوات التالية فهي كيفية تطبيقها، والطريق ستكون طويلة لأنها تمتد على عشر سنوات، ونأمل أن تتحسن الخدمات للمواطن بإقرارها وأن نلبي تطلعاته وتتعزز ثقته وعلاقته بالدولة. هذه الاستراتيجية هي الممر الإلزامي لمكافحة الفساد والشفافية وهي تصب في خانة أساسية من ضمن خطة التعافي التي، عندما يصبح هناك إجماع عليها ويتم إقرارها، نكون قد وضعنا أولى الخطوات للخروج من هذا الوضع الذي نعيشه".
وزير الطاقة
وكان وزير الطاقة وليد فياض سئل في دردشة مع الإعلاميين عما ذُكر عن رفض البنك الدولي تمويل عقود استجرار الغاز والكهرباء وأنه يدرس الجدوى السياسية للمشروع، فأجاب "هذا ما سمعناه والعبرة في النتائج".
أضاف: "إن العقد مع الأردن قد أبرم سابقاً لكنه يحتاج الى تصديق من مجلس الوزراء. التعاقد تم وقمنا بواجبنا، لكن التأخير في التمويل، والموضوع لم يرفض كما يقال".
أضاف "لا أعرف ما معنى "الجدوى السياسية" التي يتحدثون عنها والتي هي حجة لهذا التأخير، وأنا على تواصل مستمر مع إدارة البنك الدولي ومع السفيرة الأميركية دوروثي شيا والسفيرة الفرنسية آن غريو ومع إدارة البنك الدولي في المنطقة، والكرة الآن في ملعب الإدارة الأميركية والبنك الدولي لكي يدخلونا معهم في مرحلة المفاوضات الرسمية التي هي مرحلة أساسية للتمويل".
وإذ أعلن "أنه لم يتبلغ رسمياً من البنك الدولي أن هناك تأخيراً"، قال: "لقد عقد اجتماع يوم الجمعة الماضية ولم يسفر عن النتيجة الإيجابية المتوقعة، ونسمع مثلما تسمعون أنهم ما زالوا يدرسون الجدوى السياسية للمشروع".
لقاءات السراي
وفي النشاط استقبل رئيس مجلس الوزراء سفير المملكة العربية السعودية وليد بخاري ظهر اليوم في السراي الحكومي وجرى عرض للعلاقات الثنائية بين لبنان والمملكة.
كما اجتمع رئيس الحكومة مع وزير الصحة فراس أبيض ثم وزير المهجرين عصام شرف الدين.
واستقبل رئيس الحكومة رئيس "التجمع الوطني للمستقلين" منيب المصري الذي أشاد بدور لبنان ودعمه المستمر للقضية الفلسطينية ولصمود الشعب الفلسطيني. وعّبر عن تضامنه الكامل ودعمه للبنان وجهود الحكومة في مواجهة التحديات المتصاعدة، مؤكداً بأن لبنان سيتجاوز هذه التحديات ويخرج من أزمته أكثر قوة.
وأطلع المصري الرئيس ميقاتي "على آخر التطورات في فلسطين وتواصل الاعتداءات الهمجية الإسرائيلية على أبناء الشعب الفلسطيني وعلى المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس". وتمنى أن تكون القمة العربية المزمع عقدها في الجزائر قمة إنهاء الانقسام الفلسطيني والانقسامات العربية وتعزيز العمل العربي المشترك، واتخاذ قرارات تتناسب مع مستوى التحديات والمؤامرات التي تواجه الأمة العربية.
وكان رئيس مجلس الوزراء رأس صباحاً جلسة لمجلس الوزراء تلا في نهايتها وزير الاعلام زياد مكاري المقررات الرسمية وقال "عقد مجلس الوزراء جلسة قبل ظهر اليوم في السراي الحكومي برئاسة دولة رئيس مجلس الوزراء وحضور الوزراء الذين غاب منهم الوزراء السادة: سعادة الشامي، وليد نصار ومحمد المرتضى.
في مستهل الجلسة تحدث رئيس مجلس الوزراء عما دار في مجلس النواب بالأمس. وقال: إن الدمج بين "الكابيتال كونترول" وضمان الودائع أمر خاطئ. فالكابيتال كونترول لا يتحدث عن حجم الودائع ولا عن ضمانها، وكان يفترض أن يقر هذا القانون في اليوم التالي لبدء الأزمة المالية في لبنان، ولكن التأخير في البت به مستمر، وإذا كنا سنقدّم خطة للتعافي الاقتصادي ونقول للناس إننا سنعيد إليها أموالها، فمن المفترض اتخاذ إجراء لفترة معينة لكي تبقى هذه الأموال في لبنان ومراقبة التحويلات الى الخارج أمر أساسي في هذا الموضوع. أما المعارضة التي نسمعها في هذا الملف أهدافها شعبوية قبل الانتخابات، ولكنها ستتسبب بالمزيد من المشكلات.
وقال: من الأمور التي يطلبها صندوق النقد الدولي هي إقرار الموازنة العامة وقد أرسلناها الى مجلس النواب، وإقرار قانون الكابيتال كونترول وموضوع السرية المصرفية إضافة الى موضوع إعادة هيكلة المصارف، والملف الأخير لا يزال لدينا وقت إانجازه ومن ضمن بنوده الموضوع المالي الأساسي. لا يمكن وضع الأمور على سكة التعافي من دون إقرار هذه الملفات الأربعة في مجلس النواب بشفافية مطلقة. في المرة الماضية عرضنا في مجلس الوزراء خطة التعافي الاقتصادي والمالي، ولكنها لم تقر، لأننا في انتظار الاستماع الى الملاحظات والآراء. قد تكون هناك ملاحظات واعتراضات وانتقادات ولكن الخطة لن تصبح نهائية إلا بعد إحالتها بموجب مشاريع قوانين على مجلس النواب. تحدثت مع دولة رئيس مجلس النواب وتمنيت أن يصار الى عقد ورشة لمناقشة موضوع التعديلات على قوانين السرية المصرفية التي أقريناها في مجلس الوزراء، وهذا ما سيحصل.
وقال: الضجة التي أثيرت بمعظمها لها أهداف انتخابية، ونحن متمسكون بعملية الإنقاذ ومنفتحون على كل الملاحظات بشأن خطة التعافي وقد أرسلتها بالأمس الى مجلس النواب للاطلاع فقط، كونها لم تقر بعد في مجلس الوزراء بانتظار استكمال تلقي الملاحظات لوضع الصيغة النهائية لكي تكون الخطة موضع إجماع لبناني. لقد حققنا إنجازاً في موضوع الاتفاق الأولي مع صندوق النقد الدولي، وكل من لديه خيارات أخرى فليتقدم.
أضاف: في ملف الانتخابات عقدت بالأمس اجتماعاً مع معالي وزيري الداخلية والخارجية، وكل التحضيرات تسير في الاطار الصحيح. سمعنا بعض الملاحظات في ملف انتخاب المغتربين في الخارج، ومعالي وزير الخارجية الذي يقوم بتحقيقاته في الموضوع، تبين له حتى الآن، أن ما يجري يراعي القوانين والتعاميم. قد تكون هناك بعض الشوائب والعشوائية خاصة في مدينة سيدني الأسترالية، ولكن المسؤولية عنها لا تعود للدولة اللبنانية، وعلى الرغم من ذلك نحن ندرس إمكانية وسبل معالجتها. أتمنى على معالي وزير الداخلية المتابعة مع هيئة الأشراف على الانتخابات للتحقيق في حصول تجاوزات أو رشاوى انتخابية وأي إنفاق إعلاني يتجاوز الحد المسموح به قانوناً.
وقال: نتمنى أن يبقى الخطاب السياسي والإنتخابي، خطابا عقلانياً ، وأن تكون الانتخابات، موسماً ديمقراطياً دستورياً لتنشيط وتجديد الحياة البرلمانية.
وتطرق دولته الى الملف الصحي فقال "لفت نظري تقرير اليونيسف عن موضوع زيادة نسبة الوفيات بين الأطفال والحوامل وسوء التغذية، وأدعو معالي وزير الصحة الى متابعة هذا الملف الذي يوازي بأهميته الأمن الغذائي وتأمين المطلوب والتأكد أيضاً من التشدد في ملف تلقيح الأطفال.
وتناول موضوع ارتفاع نسبة الجرائم، وقال إن قوى الأمن تتابع هذا الملف بكل جدية، ولو أن ظروف التحقيقات تقتضي أحياناً التكتم على بعض المعطيات.
وفي الختام دان رئيس الحكومة بقوة انتهاك قوات الاحتلال حرمة المسجد الأقصى والمصلين فيه والسعي الى تغيير وجه القدس العربي وفرض أمر واقع بقوة السلاح والغطرسة.
بعد ذلك بدأ مجلس الوزراء مناقشة جدول الأعمال وسيتحدث الوزراء المعنيون أبرز ما تقرر في هذا الصدد.
وزير الصحة
وتحدث وزير الصحة فراس الأبيض وقال: "استعرصنا اليوم في الجلسة بعض الأمور المهمة ومنها أولاً موضوع الدواء، فنحن نعاني من أزمة فقدان بعض الأدوية المهمة وخصوصا أدوية الأمراض السرطانية والمستعصية التي تفاقمت في الفترة الأخيرة، وعرضت خلال الجلسة للأسباب التي أدت الى ذلك، والسبب الرئيسي هو الانتقال بعملية تمويل استيراد هذه الأدوية من قبل مصرف لبنان الى طريقة جديدة مع استعمال حقوق السحب الخاصة. لقد تمت إعادة تنظيم هذه الآلية التي عرضناها أثناء الجلسة، وأتوقع أن تؤدي الموافقات التي ستعطى الى إعادة سير عجلة الاستيراد بسرعة وبطريقة منتظمة، فتعود هذه الأدوية الى السوق قريباً.
أما الموضوع الثاني، فهو تنظيم الهبة التي وردتنا من دولة قطر لمد المستشفيات الحكومية بالوقود، وعرضنا خلال الجلسة للآلية التي ستتبع بالتعاون مع وزارة الطاقة ومصلحة المنشآت فيها. أما الموضوع الثالث، فيتعلق بالعاملين في المستشفيات الحكومية، وموضوع المساعدة الإجتماعية التي أقرت لهم في مجلس الوزراء، ولقد قام مجلس الوزراء مشكوراً بتحويل مبلغ 14 مليار ليرة لبنانية من احتياط الموازنة لموازنة وزارة الصحة لصرفها للمستشفيات الحكومية، ونأمل أن تدفع للعاملين قريباً.
وأخيراً تحدثنا عن التوجيه من قبل دولة الرئيس لموضوع اللقاحات عند الأطفال وارتفاع عدد الوفيات عند النساء الحوامل، وهذا الموضوع سيشكل يوم الثلاثاء المقبل محور يوم عمل في وزارة الصحة، حيث سنعقد مؤتمراً صحافياً سنطلق فيه المبادرات التي أعدتها الوزارة للتعامل مع هذا الموضوع.
وزير الاقتصاد
وتحدث وزير الاقتصاد أمين سلام فقال: قدمت شرحاً عاماً عن وضع القمح اليوم في البلد والمخزون الموجود والخطوات التالية التي سنقوم بها، فمنذ شهر ونصف الشهر أعلنّا من هذا المنبر أن لدينا كميات من القمح تكفي لمدة تتراوح بين شهر ونصف الشهر وشهرين، وأن لا قرار متخذاً لرفع الدعم، والعمل جاري لتأمين المواد من دون أي انقطاع، وبعد مرور هذه المدة فإن كل المعطيات التي صرحت عنها كانت دقيقة، فالقمح لا يزال متوافراً وكل الخطوات التي تحدثنا عنها نسير بها خطوة وراء خطوة.
وقال: "الأسبوع الماضي حصلت أزمة ولكن كان لها طابع استثنائي وليس لأن المواد لم تكن متوفرة أو أن الكميات لم تكن دخلت الى البلد، بل لأنه كان هناك إغلاق لبعض المطاحن الكبيرة بسبب متابعة قضائية لنتائج التحاليل والفحوصات، وبالتوازي كان هناك تأخير من مصرف لبنان بفتح الاعتمادات مما أدى الى تأخير في توزيع الطحين، واستغلت الأزمة وسوّقت حتى اليوم وتستعمل كورقة انتخابية، ولذلك أتمنى على الجميع عدم استغلال موضوع القمح ولقمة الناس بشعارات شعبوية وربطها بالانتخابات وبغير ذلك من الأمور".
أضاف: "أطلعنا مجلس الوزراء على كميات القمح المدعومة الموجودة في لبنان، حيث لدينا كميات مدعومة من آخر دفعة حصلت في الأسبوع الفائت وهي بقيمة 15 مليون و399 ألف دولار أميركي وقد غطت تقريباً ما بين 30 و35 ألف طن موجودين حالياً ويتم استعمالهم وهم يغطون حاجة السوق الأساسية، كما لدينا 40 ألف طن حالياً موجودين في البلد وتأكدنا بوصولها من خلال المطاحن والمستوردين، والاعتماد موجود لديهم ونحن نعمل حالياً مع مصرف لبنان لفتح هذا الاعتماد مما يسمح لنا بالتغطية لمدة شهرين بدءاً من اليوم".
وتابع: أما بالنسبة الى الاتفاق الذي يتم العمل عليه مع البنك الدولي فهو يهدف أولاً الى الحرص على عدم التلاعب أو وقوع ربطة الخبز في التجاذبات السياسية أو تأخير الدفع من مصرف لبنان. هناك برنامج مع البنك الدولي اليوم يرصد 150 مليون دولار للقمح، منها 15 مليون دولار على شكل بشكل والمبلغ الآخر هو بشكل قرض موجود للبنان، وقد حولناه الى الأمن الغذائي، لأن الموضوع هو أساسي عالمياً ولبنان من الدول الذي ليس لديه مخزون احتياطي، وبالتالي نحن بحاجة لتأمين شبكة أمان للأشهر الستة أو التسعة المقبلة، كي لا يكون هناك أي تغيير أو بلبلة بالنسبة الى موضوع الخبز.
أضاف: المهم أنه ليس هناك من قرار متخذ في موضوع رفع الدعم عن الخبز، رغم أنني ومنذ تشكيل الحكومة، أسمع بعض الأفران والمطاحن تعلن عبر الإعلام أن ربطة الخبز ستصبح بسعر 30 ألف ليرة، وأؤكد أننا حريصون على الحفاظ على سعر ربطة الخبز وأن لا قرار برفع الدعم، بل هناك قرار بالتشدد في الرقابة والمتابعة من خلال وزارة الاقتصاد ووزارة المالية عبر الجمارك. سمعنا رئيس الحكومة الأسبوع الماضي يقول أن هناك كميات من الطحين تهرّب، وهذا موضوع أمني مرتبط بالحدود والمشاكل التي تعنى بالتهريب وتتم معالجته من خلال الملاحقات ووعي من الأجهزة الأمنية لنقاط الخلل.
وختم: المفاوضات مع البنك الدولي انتهت رسمياً أمس وستحال على مجلس إدارة البنك لأخذ جواب سريع جداً بالموافقة بالنسبة لدعم لبنان، وعندها يتم إحالته الى المجلس النيابي لإقراره، ومنذ الآن وحتى ذلك الوقت ولحين بدء البنك الدولي بالدفع، ستستمر الأمور على ما هي عليه مع الدولة اللبنانية ومع مصرف لبنان، فالتركيز الأكبر هو على التشدد والمراقبة والتحكم أكثر بالكميات التي يتم استيرادها وكيفية توزيعها والاستفادة منها، لأن الهدف الأول والأخير هو التركيز على ربطة الخبز لكي لا يكون هناك انقطاع لها.
وزيرة التنمية الادارية
وقالت الوزيرة رياشي: "لقد أقر مجلس الوزراء اليوم "الاستراتيجية الوطنية للتحوّل الرقمي"، وهي نتيجة عمل تراكمي وتشاركي، لأن العمل بوضع إستراتيجية التحول الرقمي في لبنان بدأ منذ أكثر من عقدين، وجميع الوزراء الذين تناوبوا على وزارة الدولة لشؤون التنمية الإدارية كان همهم الوصول الى نتيجة في هذا الموضوع، وهي عمل تشاركي لأن كل أطياف المجتمع اللبناني شاركت بإعداد هذه الاستراتيجية، ونحن أكملنا العمل بها لكي تصبح مطابقة لوضعنا الحالي. اليوم أقرينا هذه الإستراتيجية ونكون بذلك قد وضعنا المدماك الأساسي للوصول بلبنان الى الدولة الحديثة والعادلة التي نتمناها جميعا. أما الخطوات التالية فهي كيفية تطبيقها، والطريق ستكون طويلة لأنها تمتد على عشر سنوات، ونأمل أن تتحسن الخدمات للمواطن بإقرارها وأن نلبي تطلعاته وتتعزز ثقته وعلاقته بالدولة. هذه الاستراتيجية هي الممر الإلزامي لمكافحة الفساد والشفافية وهي تصب في خانة أساسية من ضمن خطة التعافي التي، عندما يصبح هناك إجماع عليها ويتم إقرارها، نكون قد وضعنا أولى الخطوات للخروج من هذا الوضع الذي نعيشه".
وزير الطاقة
وكان وزير الطاقة وليد فياض سئل في دردشة مع الإعلاميين عما ذُكر عن رفض البنك الدولي تمويل عقود استجرار الغاز والكهرباء وأنه يدرس الجدوى السياسية للمشروع، فأجاب "هذا ما سمعناه والعبرة في النتائج".
أضاف: "إن العقد مع الأردن قد أبرم سابقاً لكنه يحتاج الى تصديق من مجلس الوزراء. التعاقد تم وقمنا بواجبنا، لكن التأخير في التمويل، والموضوع لم يرفض كما يقال".
أضاف "لا أعرف ما معنى "الجدوى السياسية" التي يتحدثون عنها والتي هي حجة لهذا التأخير، وأنا على تواصل مستمر مع إدارة البنك الدولي ومع السفيرة الأميركية دوروثي شيا والسفيرة الفرنسية آن غريو ومع إدارة البنك الدولي في المنطقة، والكرة الآن في ملعب الإدارة الأميركية والبنك الدولي لكي يدخلونا معهم في مرحلة المفاوضات الرسمية التي هي مرحلة أساسية للتمويل".
وإذ أعلن "أنه لم يتبلغ رسمياً من البنك الدولي أن هناك تأخيراً"، قال: "لقد عقد اجتماع يوم الجمعة الماضية ولم يسفر عن النتيجة الإيجابية المتوقعة، ونسمع مثلما تسمعون أنهم ما زالوا يدرسون الجدوى السياسية للمشروع".
لقاءات السراي
وفي النشاط استقبل رئيس مجلس الوزراء سفير المملكة العربية السعودية وليد بخاري ظهر اليوم في السراي الحكومي وجرى عرض للعلاقات الثنائية بين لبنان والمملكة.
كما اجتمع رئيس الحكومة مع وزير الصحة فراس أبيض ثم وزير المهجرين عصام شرف الدين.
واستقبل رئيس الحكومة رئيس "التجمع الوطني للمستقلين" منيب المصري الذي أشاد بدور لبنان ودعمه المستمر للقضية الفلسطينية ولصمود الشعب الفلسطيني. وعّبر عن تضامنه الكامل ودعمه للبنان وجهود الحكومة في مواجهة التحديات المتصاعدة، مؤكداً بأن لبنان سيتجاوز هذه التحديات ويخرج من أزمته أكثر قوة.
وأطلع المصري الرئيس ميقاتي "على آخر التطورات في فلسطين وتواصل الاعتداءات الهمجية الإسرائيلية على أبناء الشعب الفلسطيني وعلى المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس". وتمنى أن تكون القمة العربية المزمع عقدها في الجزائر قمة إنهاء الانقسام الفلسطيني والانقسامات العربية وتعزيز العمل العربي المشترك، واتخاذ قرارات تتناسب مع مستوى التحديات والمؤامرات التي تواجه الأمة العربية.





