استتروا!
الثلاثاء، ١٥ نيسان، ٢٠١٤
جريدة العزم – وسيم فؤاد الأدهمي
كل من تابع الخطاب السياسي لدولة الرئيس نجيب ميقاتي، منذ بدايات عمله السياسي حتى يومنا هذا يعلم علم اليقين، ان كلامه ينبع من قيم سياسية وأخلاقية نبيلة، تأخذ بعين الاعتبار مصلحة البلاد والعباد.
ورغم علمه المسبق ان الخطاب العقلاني الموضوعي قد لا يكون جماهيرياً، فقد فضّل على الدوام الانحياز إلى وسطيته، والوقوف الى جانب مصلحة البلد ومدينته طرابلس وأهلها، فلم ولن ينزلق الى مستوى الخطاب المتدني، الذي وصل إليه الفريق الآخر، في سبيل العبور الى السلطة.
وأصر على الدوام الاحتكام الى العقل في بلد يعاني العديد من الأزمات والتحديات، وأولها وليس آخرها لعب أطراف سياسية على الوتر الطائفي والمذهبي، لتصنيع حيثية وهمية بنيت على جثث اللبنانيين، وعلى حساب لقمة عيشهم ومستقبلهم، لا سيما الشباب الذي لم يعد يطيق المشهد السياسي اللبناني، الذي لا يأخذ بعين الاعتبار وجوده على أجندة أصحاب المواقف «الأفلاطونية».
ورغم كل المعاصي، لا بل الكبائر، التي ارتكبها الفريق الآخر بحق الوطن، والتي كادت تطيح بالبلاد، مارسوا باحتراف قل نظيره التضليل السياسي ومحاولات الإلغاء الفاشلة، واختلاق الأكاذيب، فتفوقوا باعتقادهم على «جوزيف غوبلز» وزير الدعاية في عهد هتلر، صاحب المقولة الشهيرة : «إكذب، ثم اكذب، ثم اكذب حتى يصدقك الناس... وحتى تصدق نفسك! »
غير أن هذه الأساليب مدانة من المواطن الواعي لمجريات الأحداث وللسياسات التعطيلية التي مورست، كما يعتقد البعض، نكاية بميقاتي، فيما هي، في الحقيقة، نكاية بالمواطن اللبناني ولا سيما الطرابلسي. فالخطة الأمنية التي نفذت «بكبسة زر» كانت جاهزة منذ أكثر من سنتين، ولكنها كانت ممنوعة من التنفيذ أيام حكومة ميقاتي.... فهم لا يتحملون وجودهم خارج السلطة.
وافضل توصيف لواقع الحال هو ما قاله الرئيس ميقاتي:
- من قائل لا للجلوس مع حزب الله إلى مُطالب بفتح كل القنوات للإتصال مع الحزب.
- من مطالب بالتمنع عن الجلوس مع المتهمين بجريمة العصر، إلى جالس بانسجام وأخوة معهم...
- من متهم للجيش بالانحياز لمصلحة حزب الله إلى مُزايد في الثناء على دوره...
- من قائل هؤلاء هم أولادنا وحماة طرابلس إلى التخلي عنهم بالمطلق.
سنوات ضيعوها من عمرنا جميعاً، من عمر المواطن اللبناني، وخسرنا ثلة من الشهداء على مساحة الوطن، نتيجة للتعنت والتعطيل والمكابرة، ليعودوا وينقلبوا على جمهورهم، ويتبنوا السياسات التي اعتمدها ميقاتي، وأبرزها سياسة النأي بالنفس، حفاظاً على وحدة لبنان واستقراره.
ختاماً نقول ان كل الأضاليل والافتراءات والأكاذيب والتجنيات، لن تغيّر واقع الحال، وهم أعجز من أن يلغوا أحد، لأننا متسلحون بإيماننا بالله وبالوطن الذي يتسع للجميع، وبإيماننا بان النهج الوسطي كان وسيبقى نهج الاستقرار في لبنان والمنطقة. ولن نسكت بعد اليوم عن أي ظلم في السياسة! وكفى!