
الرئيس ميقاتي أعلن لائحة "العزم" بإسم أبناء طرابلس والضنية والمنية الشرفاء
الأحد، ١٨ آذار، ٢٠١٨
أعلن الرئيس نجيب ميقاتي "لائحة العزم" التي ستخوض الإنتخابات النيابية عن دائرة الشمال الثاتية التي تضم طرابلس والمنية والضنية وذلك في إحتفال حاشد أقيم عصر اليوم في فندق "كواليتي إن" في طرابلس. وتضم اللائحة عن المقاعد السنية في طرابلس السادة: الرئيس نجيب ميقاتي، السيد توفيق سلطان، الدكتور محمد نديم الجسر، الدكتور رشيد المقدم، الدكتورة ميرفت الهوز، عن المقعد العلوي الدكتور علي درويش، وعن المقعد الماروني الوزير السابق جان عبيد، وعن مقعد الروم الأرثوذكس الوزير السابق نقولا نحاس، عن المقعد السني في المنية النائب كاظم الخير، وعن المقعدين السنيّين في الضنية الدكتور محمد الفاضل والدكتور جهاد يوسف.
وألقى الرئيس ميقاتي كلمة قال فيها:
أهلنا في طرابلس الفيحاء، يأ أهلنا الأعزاء في كل مناطق طرابلس والمنية والضنية، بل يا أبناء الشمال كله الذي يجتمع على الوطنية، من المدفون إلى العريضة. بداية أرحِّب بكم جميعاً وأعتذر عن ضيق المكان لأننا كنا طلبنا أن نقيم المهرجان في إحدى قاعات معرض الشهيد رشيد كرامي فأبلغنا أنه من غير المسموح بالقانون أن نستخدم الأماكن العامة خلال الإنتخابات لأغراض إنتخابية، ونحن نخضع للقانون في وقت نجد أهل السلطة يستخدمون كل الأماكن العامة من دون حرج في خرق فاضح للقانون. وأذكِّر أنه في سنة 2005 عزفت عن الترشح للإنتخابات النيابية بسبب تولي رئاسة الحكومة ومن هنا يبدأ تنفيذ القانون. وقال: إرادتكم وإرادتنا على الدوام كانت تشكيل كتلة نيابية طرابلسية المنشأ شمالية الهوا، ومن محاسن الصدف، أن قانون الانتخاب الجديد، رغم شوائبه الكثيرة، جمع مدينتنا مع إمتدادها الإستراتيجي والإجتماعي، عنيتُ به المنية والضنية فتحقق الحلم بولادة "لائحة العزم" التي ستعزز حضور هذه المنطقة التي ما تعوّدنا إلا أن تكون الأبرز في المعادلة اللبنانية. وبعد أن عانينا لسنوات من وضع القرار الطرابلسي تحت وصاية المركزية السياسية التي لم تكن طرابلس والمنية والضنية في سلم أولوياتها، قرّرنا هذه المرة أن نقلب المعادلة وأن نصل بإذن الله الى كتلة نيابية صوتها صوتكم وقرارها قراركم وتطلعاتها لخدمتكم وتحقيق آمالكم.
أضاف: نقف اليوم أمامكم، إخواني وأنا، لنعلن خوضنا الإنتخابات النيابية المقبلة ب "لائحة العزم" متكلين على الله عز وجل، آملين أن تحظى بثقتكم وتأييدكم. وليكن يوم الإقتراع هو المحطة الأساسية التي ننطلق منها جميعاً لتكوين قوة، فاعلة، متجانسة، قوة تغييرية في سبيل رفع شأن طرابلس والمنية والضنية، ولنمد يدنا الى كل من يشبهنا في كل لبنان من أجل التعاون لإستنهاضه من أزماته وللسير به إلى بر الأمان. رؤيتنا هي العمل على تبديل الواقع لإعادة طرابلس عاصمة الوطن الثانية قولاً وفعلاً بعدما تعرضت لتهميش ممنهج وتعطيل مقصود وإستعمال في بازارات سياسية محلية وساحات غضب مشؤومة بوجه فتنوي تحريضي لعب على إثارة الغرائز مما تسبب بإدخال الكثيرين من أبنائنا الى السجون، ومطلبنا كان وسيبقى إحقاق الحق والعدالة بأسرع وقت والإفراج عن البريء والمظلوم.
وقال: نعمل في لائحة العزم على إحقاق الحق: الحق في الحرية والكرامة، الحق في تأمين التعليم والخدمات الصحية وفرص العمل، الحق في العدالة والمساواة، وهذا لا يؤمِنٌَه إلا من كان منكم، وعاش معكم وعايش معاناتكم، تأصّل في أسواقكم، يشبهكم، وتنشّق زهر ليمون فيحائكم وعاش في جبالكم وبين ينابيعكم. نحن مع تأليف هذه اللائحة نخوض معركة إثبات الذات التي لا تحتاج وصياً ولا كفيلاً ولا مقرراً من خارج المدينة، بل تحتاج الى أبنائنا من خبراء ومتفوقين لوضع رؤية وتطلعات تجد من يحتضنها ويؤمن التشريعات اللازمة لها ويسهر على تنفيذها لتترجم إنماءً وتنمية وتقدماً وازدهاراً يجعل أبناءنا يعيشون بكرامة. ومن أبسط حقوقنا أن نعيش بكرامة.
أضاف: روح طرابلس وعنفوانها هو جوهر "لائحة العزم"، فأنتم الصوت الأصيل الأصيل الأصيل. أنتم الشامخون من أعالي جبال الضنية إلى شاطئ البحر في المنية والبداوي والميناء والقلمون. أنتم الراسخون في الأصالة. أنتم العلم والعلماء. لائحة العزم هي صوت الناس، كل الناس. طرابلس كانت ولا تزال وستبقى الرقم الصعب وهي اليوم تتخذ القرار بعزم بأنها لن ترضى بظلم ولن تقبل بتهميش أو استفراد. "وْرَحْ نقولها بالعربي المشبرح" يلي بحق لغيرنا بدو يحقلنا، والمشاريع يلي عم تتنفّذ بغير مناطق بدها تتنفّذ عنا، ولح روح أبعد من هيك وقول، طرابلس والشمال مش صندوق اقتراع منستعملو غب الطلب. طرابلس لأهلا وهيي بقلبنا وعقلنا. هيدا قرارنا، وبهل البلد ما حدا أحسن من حدا. اليوم عنّا لائحة مهمتها إنو تعيد لطرابلس والمنية والضنية عزمها وحضورها ووهجها. لائحة العزم لائحة الوسطيّة القويّة المُناهضة للمزايدة أو الشعبوية. إنها لائحة الرؤية الثابتة المنطلقة من قناعة تجنيب لبنان دفع فاتورة صراعات المنطقة. وها هي السلطة اليوم تتبنى ما صنعناه بالجهد والوقت والألم، مثل النأي بالنفس، تردِّدها كلازمة وحيدة تشكل منطلقاً أساسياً لسياستها، بعدما قبضنا على الجمر لحماية لبنان. ورغم تعرضِّنا لكل أنواع الظلم والإفتراء، فإذا بالظلم والإفتراء يرتدُّ عليهم، في حين كان مطلوباً من الجميع العمل على إرساء نهج الإتزان في التعاطي الذي نادينا به والقائم على التبصر والحكمة تحت سقف إتفاق الطائف واحتساب الخطوات وتأثيرها بدل رفع السقوف ثم التدحرج نزولاً إلى ما دون كل السقوف.
وتابع: لقد تألفت "لائحة العزم" بعناية ودقّة، لتجمع "العزم" والخبرة والقدرة والإلتزام في كافة الإختصاصات والحقول والمجالات التي تحتاج إليها منطقتنا وتستحقها عن جدارة، لا سيما في مجال الخدمات العامة من طاقة كهربائية وموارد مائية وبيئية وإدارة نفايات وتربية وتعليم وإستشفاء وتوفير فرص العمل الخ... لهذا السبب سعينا أن تجمع لائحة العزم حكمة الكبار وعزم الشباب ونبض طرابلس، وعزة طرابلس، وشموخ الضنية وعنفوان المنية. وإننا سنعمل على تأمين كل المقومات وإعداد كل التشريعات لجعل حلم طرابلس عاصمة إقتصادية قابلاً للتحقيق، ومتابعة وملاحقة تطوير المنطقة الإقتصادية الخاصة ومواكبة توسعة مرفأ طرابلس وزيادة العمل والإنتاجية فيه، وإيجاد دور جديد لمعرض رشيد كرامي الدولي وفق رؤية علمية إستراتيجية واضحة ما يتيح دوران العجلة الإقتصادية في كل الشمال. كما سنتابع ملف تأمين التيار الكهربائي وتحريك ملف شركة "نور الفيحاء" الموضوع في الأدراج بقرار سياسي كيدي. ولا يفوتنا ضرورة رفد البلديات بالدعم اللازم لمعالجة أزمات السير والنفايات والمخالفات بما يحفظ المدينة وبيئتها وإحياء دورها الإقتصادي والتجاري والعمراني والحرفي والفني والثقافي والتراثي على مستوى الوطن ككل. ومع تحقيق كل ذلك نكون حقاً نقلنا طرابلس من واقعها الحالي الى عالم الحداثة والعصرنة.
وقال: يِمكن البعض يِسأل هون، إنتو كنتو بالسلطة ليش ما حققتو اللي عم تطالبو فيه؟ وجوابي هوي التالي: طموحنا لطرابلس والشمال كبير، وجرّبنا نعمل أشياء كتيرة وحققنا قسم من طموحنا لإنماء طرابلس والشمال، لكن ما حدا يتناسى محاور القتال اللي نرسمت بطرابلس وجولات العنف اللي تم افتعالها، بس لعرقلة عمل الحكومة، وإنو البعض ما بيشتغل إلا على قاعدة "السلطة إلنا وقوم لأقعد مطرحك". خربو الدني، حرقوا البلد، وحرموها إقتصادياً ....ليش؟ وأكثر من ذلك يحمِّلوننا المسؤولية عما حصل وكأنّنا نحن نضرب أنفسنا. الله يسامحهن.
أضاف: إن الإصلاح يبدأ من التشريع ثم التطبيق فالمحاسبة، وهذا هو المسار الذي تسلكه الدول التي تريد أن تتقدم وتزدهر، ولن نتوانى عن تقديم إقتراحات القوانين اللازمة لإعطاء حوافز وتشجيع الإستثمار، لا سيما في المناطق البعيدة عن العاصمة، وإقتراحات القوانين المتعلقة بتحسين المالية العامة، ومنها على سبيل المثال لا الحصر، إعادة النظر بتعويضات النواب السابقين، والعمل لأن يكون إنفاق الوزارات على التنمية الإدارية والبشرية وليس على الإنفاق السياسي والمحاباة. وسنتقدّم أيضاً بإقتراحات قوانين لتعزيز دور القضاء وحمايته من التسييس أو الإنحياز أو الفساد، لأننا نؤمن بدولة القانون التي هي صمام أمان ومرجعية اللبنانيين. أيضاً خلال عهد حكومتنا، تقدَّمنا بمشروع قانون لمنح المرأة اللبنانية الجنسية لأولادها، وتم تعطيله بقوة الأمر الواقع، لكننا لن نيأس، وسنتابع ما بدأناه و نناضل حتى إقرار هذا القانون في مجلس النواب. فإذا كانت المرأة نصف المجتمع فيجب أن يترجم ذلك بأن يكون لها ما للرجل وعليها ما عليه.
وقال: لقد آلينا على أنفسنا أن نناضل من أجل قيام مشروع سياسي نهضوي حقيقي قائم على: الوسطية بدل التطرف، الحوكمة بدل التحكّم والفساد، العمل المؤسساتي بدل الشخصنة، التنمية بدل الهدر والإنكماش الإقتصادي وتنامي الدين، المواطنة بدل التقوقع والتشرذم، النأي بالنفس الفعلي عن صراعات المنطقة الهدّامة بدل الإلتحاق بنيرانها وتداعياتها السلبية. لقد حان الوقت لوقف مفاعيل حقبة إنحلال دولة الإستقلال لصالح دولة المذاهب والميليشيات ودولة المحاصصة المبنية على التوافقية الواهمة. قد يسأل سائل ماذا بعد الإنتخابات؟ أجيب ما بعد الإنتخابات، أملٌ راسخ بسكون عاصفة الإصطفافات، وعودة إلى البناء وترميم نسيج الوطن وإحقاق النهضة والرخاء للبنان الجدير والمستحق. وهذا الأمر لن يبدأ إلا من طرابلس. صرلكن سنين عم بتطالبوني بتشكيل لائحة العزم وهيدي اللائحة قدامكن. بدكُن نغيِّر؟ بدكُن حل؟ بدكُن طرابلس تكون أحسن؟ بدكُن الضنية تبقى عروسة المصايف؟ بدكُن المنية مزدهرة؟ القرار بإيدكم والمسؤولية مسؤوليتكم؟ صوتكم هو الحل. نْزِلو بكثافة ومارسو حقكم بالإقتراع يلي وحدو بيصنع التغيير. صوتو للائحة العزم.
أضاف: إن اقتراعكم بكثافة ل "لائحة العزم" سيمكِّننا من أن نكون فريق عمل واحد بعد السادس من أيار 2018، لمتابعة العمل المشترك ولنكون أمناء لثقتكم معلنين مسبقاً إحترامنا الكلي لإرادتكم التي يعود لها وحدها القرار. لائحة العزم هي لائحتكم وفريقها من نسيجكم، أعضاؤها إخوة لكم تعرفونهم ويعرفونكم، هم منكم ولكم ومعكم. وبكم يمتلكون كل القوة للدفاع عنكم اليوم وغداً وبعد غد.
بعد ذلك قدّم الرئيس ميقاتي أعضاء لائحة العزم المؤلفة من السادة: تعرفه كل حارات طرابلس وأحيائها، كما كنائسها ومساجدها، يحب أبناء المدينة ويحبونه وله جولات وصولات على منابر المجلس النيابي ووزارة التربية وفي المحافل العربية والدولية، إنه الوزير جان عبيد. المناضل الشرس في الدفاع عن طرابلس وحضورها ودورها في كل المحافل الوطنية، إنه توفيق سلطان. حامل إرث الإفتاء، المؤمن والمثابر دائماً على التواصل مع أبناء طرابلس جميعاً ومتابعة قضاياهم، إنه الدكتور محمد نديم الجسر. الطبيب المحبب على قلوب أبناء طرابلس، .إنه الدكتور رشيد المقدم. مرجعٌ في علم البيئة، حيث نحن اليوم بأمَسِّ الحاجة الى معالجة معضلة شائكة تهدد الصحة والبيئة، خدمت الفيحاء من خلال العمل البلدي بكل إخلاص، إنها الدكتورة ميرفت الهوز. إبن أصيل لطرابلس، تدرّج في بيت عايش الإدارة اللبنانية وخدمها أيام العز،.يؤمن بالتعددية ويطبقها باحترام، الدكتور علي درويش. رفيق التعب والمواجهة الذي يعي تماماً المشكلات والحلول للأمور الإقتصادية والمالية. إنه معالي الوزير نقولا النحاس. تدرّج في بيت احترف السياسة، وحضوره من حضور المنية العزيزة التي لا يخبو نجمها، إنه سعادة النائب كاظم الخير. إبن بيت عريق خدم المنية والضنية من ساحلها الى جبلها ووقف الى جانب أهلها ودافع عنهم، إنه الدكتور محمد الفاضل. طبيب إنعاش سخَّره الله لإنقاذ أرواح المرضى وهم بأمان بين يديه، الدكتور جهاد يوسف. وأخيراً أخوكم نجيب ميقاتي الذي سيبقى الى جانبكم دائماً.
وختم بالقول: "يا أبناء طرابلس والمنية والضنية الشرفاء، فإذا عزمت فتوكَّل على الله. أنتم الحكم، فإليكم نحتكم. قراركم وصوتكم هما الحل. والله ولي التوفيق".
وفي الختام إلتقطت الصورة التذكارية للائحة. وكان الإحتفال استهل بالنشيد الوطني وبكلمة تعريف للسيدة نيفين قاسم جابر، وحضره رئيس إتحاد بلديات الفيحاء أحمد قمر الدين، راعي أبرشية طرابلس المارونية جورج بو جودة، متروبوليت طرابلس والكورة وتوابعهما للروم الأرثوذكس افرام كرياكوس، ورؤساء بلديات ومخاتير وفاعليات تربوية ثقافية ودينية وممثلون عن النقابات وحشد شعبي.
لمشاهدة الفيديو:




