ميقاتي المنافس الاول للحريري...
الخميس، ٢١ حزيران، ٢٠١٨
الديار - ابتسام شديد
اذا كانت كل العقد تحتاج الى جهود كبيرة لحلها وخصوصا العقدتين المسيحية والسنية فان العقدة السنية على صعوبتها بمطالبة النواب العشرة السنة بوزيرين سنيين قد تبدو الاسهل حلا لسبب واحد وهو ان الحل هو لدى الرئيس المكلف الذي يملك مفتاح الربط والحل في خصوص هذه العقدة فاذا قبل الحريري بالتنحي عن حقيبتين حلت العقدة واذا رفض لن تولد الحكومة. وعلى هذا الاساس بدأت مجموعة النواب السنة تحركها السياسي لمحاصرة رئيس الحكومة وتطويقه بوضعه امام امر واقع التمثيل السني ولفرض تمثيلهم «بالقوة» في الحكومة مطالبين بوزيرين واحد لكتلة ميقاتي الذي لم يشارك في اجتماعات المجموعة ضمن خطة متفق عليها بين النواب العشرة السنة تنص على المطالبة بوزير لكتلة ميقاتي المؤلفة من اربعة نواب (سني وارثوذكسي وماروني وعلوي) ووزير لمجموعة الستة التي تضم النواب عبد الرحيم مراد والوليد سكرية واسامة سعد وجهاد الصمد وفيصل كرامي وقاسم هاشم.
فاعتماد النسبية الوزارية يعطي لكتلة ميقاتي ولمجموعة النواب الستة الحق بالتمثيل بحقيبتين، وقد جاءت تحركات المجموعة السنية لقطع الطريق امام المعترضين على حقهم بالوزارة وبعدما تماهت معلومات ان الحريري ليس في وارد منح هؤلاء النواب وزارتين لاسباب تتعلق بوضع تيار المستقبل الذي خرج من الانتخابات النيابية بنتائج غير مرضية فيما حصد هؤلاء النواب ارقاما على الساحة السنية، عدا ان الحريري لم يتقبل او يهضم بعد فكرة عودة الرموز السورية الى المجلس النيابي وان يكون المجلس الجديد بنكهة فريق 8 آذار ولا يرغب بتكرار التجربة حكوميا...
من المتوقع ان تكثف المجموعة السياسية السنية حركة اتصالاتها والضغوط من اجل تمثيلها، وحيث ان كل طرف يحاول ان يجذب الطرف الآخر لايقاعه، فريق 8 آذار ينتظر الحريري على الكوع ليستكمل في الوزارة انتصاره في الانتخابات وهذا ما ليس مسموحا في حسابات الحريري، فيما يصعب تحديد توجه الحريري تجاه ميقاتي فالنائب نجيب ميقاتي يريد حصة طرابلس في الحكومة مما يضيق الخناق على الحريري طرابلسيا هو الذي خاض معركة لم ترتق الى المستوى المطلوب طرابلسياً، فالحريري ليس في وارد التفريط باكثر من مقعد سني من اصل الستة او هكذا ما توحي به الاجواء حتى الساعة، فرئيس تيار المستقبل خاض مواجهة قاسية ومفتوحة مع ميقاتي ولا يمكن ان يسلف الاخير ما يربحه ويجعله يتفوق عليه في الشارع السني، فالنائب ميقاتي هو المنافس الاول لسعد الحريري بعد سقوط اسطورة أشرف ريفي في طرابلس وميقاتي استطاع ان يبني امبراطوية سياسية وشعبية له في الشارع الطرابلسي وتم استخدامها في الانتخابات لضرب هيبة الحريري الشعبية في الانتخابات.
بحسب اوساط شمالية، قد يكون توزيرالنائب فيصل كرامي هو اهون الحلول نظرا لبروفيل كرامي المقبول اكثر من سائر رموز 8 آذار،بدون شك فان كرامي لا يشكل عبئا كبيرا على صدر الحريري بحجم عبء ميقاتي الذي يصنف في المرتبة الاولى لمنافسي الحريري على الزعامة السنية وكونه من نادي رؤساء الحكومات المطلوبين في كل المراحل وحاليا يطرح ايضا كبديل عن الحريري اذا ما تعذر التأليف.
بدون شك فان الرئيس المكلف امام خيارات صعبة، فهو ان سلم بحق المجموعة السنية خسر حقيبتين حكوميتين وهو بذلك كأنه يمنح القوى الاخرى حبلا يلفونه على عنقه لخنقه، وان رفض استمرت العقدة السنية على غرار العقد الاخرى كالعقدة الدرزية المستعصية الحلول بتمسك الحزب الاشتراكي بمطلب الحصول على كل المقاعد الدرزية ورغبة العهد والتيار بتوزير طلال ارسلان او العقدة المسيحية بين القوات والتيار حول الحصص والاحجام والتي تدور في الفلك نفسه من فترة طويلة، ولكن الواضح ان المجموعة السنية لن تسهل المهمة للحريري او تتراجع عن مطلبها وبحسب اوساط مطلعة فان المجموعة رفضت كل الطروحات وابرزها ما تم بحثه معها في شأن تسمية رئيس الجمهورية وزيرا من النواب العشرة مقابل ان يسمي الحريري المقعد المسيحي مما اعاد عقارب الساعة الى النقطة الاساس التي انطلق منها التكليف والتأليف.
والسؤال من سيربح في التجاذب الحاصل الرئيس المكلف ام النواب السنة الذين وحدوا موقفهم في وجه رئيس الحكومة، بالنسبة الى المطلعين على عملية التأليف فان دخول حزب الله وفريق 8 آذار ووقوفه الى جانب هذا الفريق هو الذي سيشكل بيضة القبان كون الحريري سيكون ملزما كلما ضاقت الآفاق امام التأليف بتقديم التنازلات والسير باقرب الحلول الى المنطق والعقل السياسي.