الرئيس ميقاتي يصوب بوصلة الوطن... الى الطائف در
الأحد، ١٧ شباط، ٢٠١٩
لبنان24 - حسين عزالدين
استحوذت كلمة رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي في جلسات منح الثقة للحكومة على اهتمام المراقبين والمتابعين. لما حملت من بعد قراءة ميتافيزيقية تجاوز الحسابات الصغيرة الى حساب ربح واحد وهو الوطن ليرى البعد بعين المتبصر والحاذق وهذا ما استوقفني كإعلامي متابع لجملة من النقاط المفصلية التي أثارها ميقاتي ومنها: ان الجميع يسعى لتعزيز دوره الحكومي انطلاقا من مرفده السياسي متناسين ان الدور الاهم هو تعزيز الدولة وثقة المواطن قبل اي شيء.
من هنا ينطلق منطق نجيب ميقاتي في مقاربته لقيام الدولة دون المس بمؤسساتها الدستورية سيما وان اتفاق الطائف رسم الخط البياني لها بعد توقف الحرب الاهلية في لبنان. وبيّن ميقاتي جملة من المخاوف التي تداهم المشهد المحلي المحمل بكتل من النوايا العدوانية التي تتربص بالوطن سيما وان التجربة في توزين الملفات اصبحت تجتر بعضها والموقف مكانك راوح.
نعم ان خشية الرئيس ميقاتي على نفط لبنان المسبي حتى اللحظة نتيجة تغول العدو الاسرائيلي في اعماق مياهنا الاقليمية لتجسيد امر واقع في الملف. تنطلق من رؤية محفوفة بحذر الخوف المنطقي بأن لا تتحول هذه المسألة الى نمطية الملفات التي لم تبت بعد وهي عديدة .. والامثال كثيرة والشواهد ايضا على ذلك.
وعندما يتمسك ميقاتي بنظام الطائف الدستوري انما يكون بذلك يذكر بوحدة الاتفاق الذي يجمع كل لبنان على كلمة سواء بغض النظر عن أكثر من عشرين مادة دستورية منه معلقة وهي في مهب ريح المتناتشين لجبنة السلطة او المراهنين على عسل دولي بطعم القطر.
نجيب ميقاتي وان كان يتحدث ضمن نظام داخلي في مساءلة وقراءة البيان وزاري الا انه وضع الاصبع على جرح الوطن بكل تداعياته التي طالما حذر منها.
من هذه المسلمات تجلت ثقافة القراءة البعيدة المدى لميقاتي في حثه الجميع على تحمل المسؤوليات بعيدا عن المناكفة الضيقة دون ان يعطي السلطة صكاً لبراءة تنفيذ وعود لم تبصر النور بعد فهو لم يستبعد ضرورة المحاسبة والمساءلة ليتحمل كل طرف ما يفعل. مقدما مصلحة المواطن على كل ما عداها من محاصصات نبه اليها ميقاتي في أكثر المواقف السابقة والانية داعيا للإقلاع عن بيانات الورق الى حبر الحقيقة والفعل.
ميقاتي ارتدى في كلمته بذة الوطن بكل ما للكلمة من معنى. فبقدر ما هو معني بالوطن بقدر ما هو غير متسامح مع من يسيء لقيام الدولة وانهاض مؤسساتها المفرملة من قريب وبعيد، داخلي كان أم خارجياً.
باختصار ان الواقعية التي ساقها ميقاتي في موقفه الواثق يعطي اللبنانيين املا متجددا بان للدولة رجال. وللرجال موقف الدولة وهذا هو نجيب ميقاتي.

