بيان صادر عن الرؤساء ميقاتي، السنيورة وسلام
الجمعة، ١٨ تشرين الأول، ٢٠١٩
صدر عن الرؤساء نجيب ميقاتي، فؤاد السنيورة وتمام سلام البيان الآتي:
دخل لبنان منعطفاً دقيقاً في ظل أزمة سياسية تلوح في الأفق بالتزامن مع غضب شعبي نتفهمه، نتيجة الأزمة الإقتصادية والمعيشية الخانقة التي يعيشها الوطن واللبنانيون. وكان لافتاً أن ما يجري سبقته مواقف تصعيدية لأفرقاء كانوا ولا يزالون مشاركين أساسيين في السلطة منذ وقت طويل، هؤلاء هم من رفع سقف المواجهة بالتحريض المباشر على "قلب الطاولة" على الجميع.
في هذه الأجواء بات واضحاً أن هناك محاولات من قبل البعض للتنصل من مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع والبحث عن حلول للأزمات الراهنة، ووضع المسألة كلها على عاتق رئيس الحكومة. وهذا التوجه يتزامن مع نهج متكرر لفرض تجاوزات دستورية تستهدف بالدرجة الأولى مقام رئاسة الحكومة ودور رئيس الحكومة ومجلس الوزراء مجتمعاً.
إننا، من موقعنا الوطني والسياسي كرؤساء سابقين للحكومة نعلن الآتي:
أولاً: التفهم المطلق للتحرك الشعبي الذي يعبّر عن صرخة وجع من الأزمات الخانقة التي يشهدها لبنان، ودعوة جميع المواطنين الى الحفاظ على سلمية التحرك وعدم الإنجرار في انفعالات تسيء الى الشعارات النبيلة التي يعبرون عنها.
ثانياً: مناشدة جميع القيادات السياسية وعي دقة الوضع وعدم إطلاق المواقف التصعيدية والإنفعالية التي لا طائل منها، والتعاون على كلمة سواء لمعالجة الأزمات الراهنة وملاقاة المواطنين الموجوعين بمعيشتهم وحياتهم وقوتهم.
ثالثاً: التضامن الكامل مع دولة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري في هذه المحنة، والوقوف الى جانبه في ما يقرره للخروج من الأزمة الراهنة، ورفض أي محاولة لاستفراده عبر تحميله مسؤولية الأزمات كلها وعدم إيجاد الحلول لها.
صحيح أن دولة رئيس مجلس الوزراء هو رئيس السلطة التنفيذية إلا أن مشاركة غالبية الأطراف في الحكومة، تفرض عليها أدبياً وسياسياً ووطنياً المشاركة في البحث عن حل. كما يجب العودة الى إحكام الدستور لجهة الصلاحيات والمهام، وعدم القفز فوقها لفرض نهج وأحجام سياسية لا تتلاءم مع الدستور وروحيته، وتشكل تعدياً صارخاً عليها.
في الختام نقول إن أفق الحل ليس مقفلاً فليتعاون الجميع على ملاقاة صرخة الناس المحقة بخطوات تنفيذية سريعة تمهيداً لاستكمال البحث في ما يجب القيام به.

