الرئيس ميقاتي: التحدي أمام الحكومة هو كيفية وقف الإنهيار بأقل أضرار
الأربعاء، ١١ آذار، ٢٠٢٠
إستغرب الرئيس نجيب ميقاتي "تعاطي أهل السلطة مع مسألة تعليق دفع سندات "يوروبوند" وكأنها إنجاز، في حين أن ما أقدمت عليه الحكومة من خيار تعليق الدفع الى حين التفاوض مع الدائنين كان سيحصل عاجلاً أم آجلاً، والفرق كبير بين مجرد التمنّع عن الدفع وتوافر خطة هندسة مالية كاملة لمواجهة الأخطار".
وقال أمام زواره في طرابلس: "إن قرار تعليق الدفع سيرتب أعباء وتحديات كبيرة على لبنان أبرزها التحدي الأخطر وهو سبل تأمين الملاءة لدى المصارف والإيرادات المالية للدولة، في ظل الواقع المزري في أغلبية القطاعات وعجز المواطن عن تأمين الحد الأدنى من مقومات معيشته".
أضاف "نحن أمام أزمة كبيرة وانهيار حتمي في الكثير من القطاعات، والتحدي الماثل أمام الحكومة هو كيفية وقف هذا الإنهيار بأقل أضرار. حتى الآن ما زلنا نسمع وعوداً من دون برنامج إصلاحات واضح وبجدول زمني محدد، مع أننا لا نملك أبداً ترف الوقت أو التريث".
وقال رداً على سؤال "نحن نعيش أزمات سياسية وإقتصادية ومالية ونقدية وصحية غير مسبوقة في تاريخ لبنان، مترافقة مع أزمة ثقة شعبية بالمؤسسات الدستورية وبالمجتمع السياسي ككل، وتخلٍّ شبه مطلق للمجتمعين العربي والدولي عن مساعدة لبنان ونجدته، مما فاقم الوضع المتأزم أصلاً منذ سنوات نتيجة الأداء السياسي والديبلوماسي الإستنسابي والخاطئ والمنحاز. وطالما بقي هذا الأداء متمادياً، كما الحال اليوم، ومترافقا مع تجاوز فاضح للصلاحيات الدستورية، ولدور ومقام رئاسة مجلس الوزراء، والإستعصاء عن تنفيذ برنامج إصلاحي شامل، فكل المحاولات لمعالجة الأوضاع المشكو منها لن تؤتي ثمارها، لا بل على العكس فالأوضاع، ويا للأسف، فهي مرشحة لمزيد من التردي".
وقال "لقد صار الأمر يتطلب إنقاذاً وطنياً للنظام وللدولة من أجل استعادة الثقة المنهارة بين المواطنين ودولتهم ومؤسساتهم، إذ إنّ الأشقاء والأصدقاء يقبلون على مساعدة لبنان ودعمه بمقدار ما يساعد اللبنانيون أنفسهم ودولتهم على النهوض. وعليه يجب إعادة الإعتبار لإتفاق الطائف وللدستور والتأكيد على السيادة والإستقلال، وعلى دور الدولة وسلطتها وصلاحياتها، وعلى إستقلالية القضاء وترفّعه ونزاهته، بالتزامن مع إعادة إنخراط لبنان ضمن الشرعية العربية لما فيه خدمة مصالح لبنان واللبنانيين الوطنية والقومية والإقتصادية، وضمن الشرعية الدولية أيضاً لحماية سيادة لبنان واستقلاله وحدوده من إعتداءات إسرائيل وأطماعها وتطبيق القرارات الدولية ذات الصلة".
وجدد مطالبته "بوجوب تقديم الانتخابات النيابية وتقصير ولاية المجلس الحالي من أجل إرساء الثقة بين المواطن والمسؤول، ولا سيما أن الإتجاه هو نحو إتخاذ قرارات صعبة، وإذا تم إنتخاب برلمان جديد يصبح في الإمكان إتخاذ القرارات المطلوبة لأن الناس تكون حددت خياراتها في صندوق الإقتراع، فتكون الحكومة العتيدة نتيجة التوافق العلني على القواعد والمبادئ الوطنية الأساسية، لأن مجرد القول، إننا شكلنا حكومة اختصاصيين مستقلّين لا يعتبر كافياً، ولا حلَّ أقل من ذلك لاستعادة الثقة".
وعن موضوع التشكيلات القضائية قال:"هذا الملف بات اليوم التحدي الأول لترجمة المواقف التي أعلنتها الحكومة ووزيرة العدل التي وعدت باحترام التشكيلات التي سيرفعها مجلس القضاء الأعلى، وهذه التعيينات بالذات هي تحت المجهر المحلي والدولي كونها تؤشر الى احترام استقلالية القضاء، والتي تشكل الركن الأساس في عملية الإصلاح".

