
الرئيس ميقاتي يؤكد حرص لبنان على عودة علاقاته الطبيعية مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج
الإثنين، ٠٨ تشرين الثاني، ٢٠٢١
أكد رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي "أن لبنان حريص على عودة علاقاته الطبيعية مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج، وسيبذل كل جهد ممكن لإزالة ما يشوب هذه العلاقات من ثغرات ومعالجة التباينات الحاصلة بروح الأخوّة والتعاون".
وأبلغ الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي خلال إستقباله قبل ظهر اليوم في السراي الكبير "أن الجامعة العربية يمكنها القيام بدور أساسي في هذا المجال، ونحن نشدد على إضطلاعها بمهمة تقريب وجهات النظر، وازالة الخلافات والتباينات حيثما وجدت".
وجدد "إلتزام لبنان بكل قرارات جامعة الدول العربية تجاه الأزمة اليمنية، المنطلقة من قرار مجلس الأمن الدولي والمبادرة الخليجية ومبدأ الحوار بين الاطراف المعنية".
وكان الرئيس ميقاتي استقبل اليوم الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي على رأس وفد ضم السفير عبد الرحمن الصلح، مديرة إدارة المشرق العربي لمى قاسم، مستشار الأمين العام جمال رشدي، والمستشار يوسف السبعاوي وشارك في اللقاء مستشار الرئيس ميقاتي للشؤون الديبلوماسية السفير بطرس عساكر.
زكي
بعد الاجتماع أدلى زكي بالتصريح الآتي: تشرفت اليوم بزيارة دولة الرئيس ميقاتي في حوار صريح وجاد بشأن الموقف الذي نحن بصدده، والمتعلق بالأزمة بين لبنان ودول الخليج وفي مقدمها المملكة العربية السعودية. استمعت من دولة الرئيس الى موقف مهم وفي غاية الإيجابية عن العلاقة بين لبنان والملكة العربية السعودية التي يحرص عليها هو كثيراً كشخص، وكمسؤول لبناني، ورئيس حكومة لبنانية، ولقد عكس لي أيضاً مدى الحرص الموجود في هذا البلد على إقامة علاقات صحية وجيدة وإيجابية مع كل الأشقاء العرب والمحيط العربي للبنان، وبالتأكيد في مقدمة ذلك المملكة العربية السعودية. كان الحوار جيداً جداً ووضعت الرئيس ميقاتي في صورة الفكرة التي تجمعت لدى معالي الأمين العام بالتواصل مع الأخوة في لبنان للتعرف على ما يمكن أن يكون لديهم في هذا الموضوع لنتجاوز هذه الأزمة ونستطيع الوصول الى مخرج يناسب الجميع، ويصل بنا الى بر الأمان في شكل من أشكال التوازن بين تحقيق المصلحة اللبنانية والمصلحة السعودية والخليجية عموماً.
أضاف: إنّ العلاقات بين الدول العربية لها أسس تقوم عليها، وهناك ميثاق جامعة الدول العربية والجميع ملتزم به، وهذا الأمر نحرص على احترامه والعلاقات بين لبنان ودول الخليج هي علاقات مهمّة للبنان، ولدول الخليج أيضاً. أعتقد بان الجهد الذي نبذله يمكن أن يتجه في اتجاه إيجابي، ونأمل أن تكون نقطة البداية من هنا، فنتجاوز هذه الأزمة، ونعبرها من أجل حوار أكثرعمقاً وجدية في مسار العلاقة اللبنانية الخليجية بشكل عام.
وعما إذا كانت هذه الزيارة مبادرة أم محادثات فقط قال: "أعلم شغف الإعلام بالمسميات وأتابع الإعلام، أنا لست معنياً بالمسميات بل معنيّ بالجهد. قبل قدومنا لم يكن هناك جهد مبذول لرأب هذا الصدع، ونعتقد أن هذه الزيارة في حد ذاتها مبادرة لوضع هذه الأزمة في موضعها الصحيح والتواصل مع لبنان وقياداته، التقينا الرئيس عون ودولة الرئيس ميقاتي ودولة الرئيس بري لنعرف أين نقف من هذه الأزمة وأين يقف لبنان منها، وما الذي ينوي عمله لتجاوزها.
وعن الحوار مع السعودية أعلن: "الحوار قائم دائماً، كان هناك حوار قبل هذه الزيارة على مستوى الأمين العام ووجدنا حقيقة، مثلما قال أحد الأصدقاء، "ثقباً" في الباب نحاول أن نمر منه، فلا بأس، نحاول أن نمر منه، إن شاء الله نستطيع تجاوز هذه الأزمة.
وعما إذا كانت هذه المبادرة تحل مكان المبادرة القطرية أو لا علاقة لها بها قال: "ليست لها علاقة. وكل جهد عربي يساهم في حل هذه الأزمة نحن نرحب به وندعمه بالكامل، والتحرك الذي نقوم به الآن هو تحرك نابع من مسؤولية الأمين العام ومتابعته منذ اللحظة الأولى للوضع، وكيف تطورت الأمور وأوصلتنا الى الأزمة التي نحن بصددها وكان يمكن لهذه الأزمة ألا تكون، كان يمكن من البداية احتواءها وهذا رأي واضح.
سئل هل الحل باستقالة الوزير فأجاب: "هذا واضح. الجميع يعلم أن هذا الأمر كان يمكن أن يحل الموضوع منذ البداية، الآن حصلت تطورات وتصريحات، وأخذت الأزمة منحى آخر، نأمل، أن يجد الجميع لديه الحس الوطني الكافي ليتعامل مع هذه الأزمة بما يليق بها من أهمية، لأننا لا نريد أبداً إضافة أزمة جديدة الى هذا المسار الذي صارمعقداً بين لبنان والخليج. لا نريد لهذا الوضع أن يستمر بل نريد تحقيق انفراجة واسترخاء في هذه العلاقة، ولن يحدث ذلك والأزمة موجودة، ولا بد أن نتعامل مع هذه الأزمة بالشكل الواجب.
وعن خطوته الثانية بعد زيارة لبنان قال: "بعد الإنتهاء من المباحثات كلها نقيّم الموقف ونرى ما هي الخطوة القادمة.
سئل هل سمعت موقفاً لبنانياً موحّداً لطريقة التعامل مع هذه الأزمة قال: "أولاً التقيت بالرئيس عون والرئيس ميقاتي لم ألتق بعد بالرئيس بري، وكل قيادة تتحدث برؤيتها، واضح أن البعض له آراء مختلفة عن الآراء التي نعتقد أن فيها مصلحة وطنية للبلد، من الوارد أن يكون هناك خلافات في وجهات النظر وحتى في الرأي العام هذا أمر طبيعي، ولكن عندما تدرك بأن هناك تحركات مطلوبة لصالح الوطن فهذا الأمر يجب أن يأخذ أسبقية على كل شيء.
ورداً على سؤال قال: "نحن ننظر الى الأمور بشكل مختلف، نتعاون مع الأزمة أولاً ثم نرى كيف يمكن التعاون مع الإشكال الأكبر والإشكاليات الأخرى الموجودة بين لبنان والخليج والسعودية، لأننا نعلم أن هذه الإشكاليات قائمة ولا أحد ينكرها، ولكن لا نريد لهذا الجو العام والإشكاليات أن تحول دون حل هذه الأزمة التي يدركها الجميع ويراها والأغلبية تعرف الطريق الى حلها ولكن لم يبدأ أحد بهذا الطريق ولم يتقدم أحد بهذا الطريق ومن الضروري حل الأزمة أولاً ثم مناقشة الأمور الأخرى".
رشدي والمجتمع المدني
وكان رئيس مجلس الوزراء عقد إجتماعا ضم المنسقة المقيمة للأمم المتحدة في لبنان نجاة رشدي، منسق برنامج "إطار الاصلاح والتعافي وإعادة الاعمار" جاب فإن الديغل وممثلين عن المجتمع المدني والقطاع الخاص.
إثر اللقاء أعلنت رشدي في تصريح: "عقدنا اجتماعًا مهمًا مع الرئيس ميقاتي وفريقه في حضور ممثلين عن المجتمع المدني والقطاع الخاص، وهو الاجتماع الأول الذي يعقد في هذا الإطار، وقد اتسم بحوار بنّاء حول الأولويات وكيفية العمل بطريقة مشتركة من أجل إخراج لبنان من الأزمة، والعمل على تعافيه بقرارات واضحة وملموسة ومتابعة لتنفيذها، من أجل أن يكون هناك عمل مشترك في إطار الاصلاح وإعادة البناء والتعافي. ونحن في الأمم المتحدة نعمل منذ مدة طويلة مع المجتمع المدني والقطاع الخاص باعتبار أن لهم دوراً خاصاً في ما يخص استراتيجية تعافي لبنان والتنمية المستدامة له".
زين
بدورها قالت ممثلة القطاع الخاص والمجتمع المدني اسمهان زين: "نشكر دولة الرئيس لاستقباله، وهذا أول اجتماع نعقده معه، وعرضنا له الأولويات التي نعمل عليها وأولويات البلد ووضعنا أسساً للمستقبل برعاية المانحين من البنك الدولي والأمم المتحدة والإتحاد الأوروبي الذين وضعوا مشروع الإطار الذي هو نقلة نوعية في التعامل بين القطاع الخاص والمجتمع المدني والمانحين الدوليين، وستكون لنا إجتماعات للمتابعة، فلبنان لن يبنى إلا بأبنائه وبناته ومن خلال بناء قطاع عام قوي ومتجدد.
منتدى الشباب الإسلامي
واجتمع الرئيس ميقاتي مع رئيس منتدى الشباب الإسلامي طه ايهان على رأس وفد ضم: نائب الرئيس محمد هزيمة، المدير العام رسول عمروف، مدير الديوان محمد محلي وتم خلال اللقاء عرض للنشاطات التي يقوم بها الوفد في لبنان.
إثر اللقاء أعلن إيهان: "نحن هنا في زيارة رسمية للمشاركة في نشاطات مع لبنان برعاية وزيري الزراعة والنقل، ولقد نظمنا ثلاث دورات إرشاد زراعي في بعلبك، وجنوب لبنان وطرابلس. والتقينا اليوم الرئيس ميقاتي وناقشنا المشاريع المستقبلية التي نود القيام بها وخصوصا للشباب اللبناني، ومشروعنا الرئيسي هو عقد مؤتمر في طرابلس يخصص للشباب بمشاركة دولية لمساندة رواد الأعمال الشباب في لبنان وتوفير بنى تحتية ملائمة لهم، وقد أبدى الرئيس ميقاتي اهتماماً بهذا الموضوع، ونحن نؤمن بالشباب لأنهم مستقبل لبنان المشرق.

