كلمة رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي خلال المنتدى الشبابي الدولي الرابع في شرم الشيخ
الإثنين، ١٠ كانون الثاني، ٢٠٢٢
فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي ،
أصحاب الدولة و السعادة ،
أيها الحضور الكرام ،
بداية أتقدم بخالص الشكر والتقدير لفخامة الرئيس الأخ عبد الفتاح السيسي على جهوده الكبيرة والمقدرة في إقامة هذا المنتدى الشبابي الدولي الذي يشكل ملتقى مهماً وأساسياً لرسم رؤية موحدة لمستقبل الشباب في العالم العربي وعلى امتداد العالم.
أصحاب المعالي والسعادة،
السيدات والسادة الكرام،
نادرًا ما يسعى صانعو السياسات في العالم إلى اشراك الشباب في صنع السياسات في القضايا التي تؤثر على حياة الشباب أنفسهم، وأنا على قناعة أنه لا يمكن ضمان المشاركة الهادفة للشباب في تطوير البرنامج إلا من خلال سياسة شاملة يقودها الشباب أنفسهم وتتوفر لهم فرص إطلاق المبادرات والشروع بتنفيذها.
في عام 2012، أعلنت الحكومة اللبنانية التي كنت أرأسها التزامها بحماية حقوق الشباب وتعزيزها من خلال إقرار "وثيقة السياسة الشبابية" والتي تتمثل أهدافها الرئيسية بتمكين الشباب من خلال توفير بيئة مؤاتية، وتأمين الموارد اللازمة لتنفيذ برامج لتطوير إمكانات الشباب العقلية والأخلاقية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية والمادية بشكل كامل من أجل تحسين جودة حياة الشباب.
تتشكل سياسة الشباب المتعددة القطاعات، من مجموعة مبادئ توجيهية وقرارات ومراسيم وزارية ترتكز على إستراتيجيات تعزيز التعليم والتخصص والتمكين الاقتصادي وتنمية المهارات والمواطنة الفاعلة.
صاحب الفخامة
السيدات والسادة،
ظهرت جائحة COVID-19 في وقت حرج لجميع الأجيال ولكن وقعها كان قاسياً وبشكل خاص على الشباب. ثلاث سنوات من COVID19 تعني عمليا خسارة ثلاث سنوات من تنمية المهارات الحياتية للشباب. من هنا ينبغي التركيز على أهمية رفاهية الشباب وصحتهم العقلية للاستجابة لـ COVID-19 والتعافي من الوباء.
اليوم، تلتزم حكومتي بالمصادقة على إطار عمل محدّث للسياسة الوطنية للشباب، مع الأخذ في الاعتبار التحديات الجديدة التي ظهرت منذ ظهور COVID19 بالإضافة إلى الأزمات المالية والاقتصادية والاجتماعية التي يواجهها لبنان. يجري حاليًا تطوير خطة العمل هذه بالشراكة مع المجتمع المدني والجهات المعنية، وبمجرد اكتمالها، سيتم إقرارها حسب الأصول.
أيها الحفل الكرام
اسمحوا لي أن أخاطب شباب بلدي الغالي لبنان، عبر هذا اللقاء الجامع، وأقول لهم إن لبنان يمر اليوم في مراحل صعبة وأزماتٍ حادة يعرفونها، وأوضاع معيشية يعانون منها، ودفعت قسماً كبيراً من أبناء لبنان الى الخارج، وهذه جميعُها في ضميرنا ووجداننا وتدمي قلوبنا، وكلها ماثلة أمامنا حيث نجتمع، وحين نعمل لإخراج وطننا الحبيب مما يعاني منه من مآزق وتحديات. لكن العلة في جسد الوطن تقتضي منا المعالجةَ لا الخروجَ من المسؤولية أو التخلّي عنها أو الهجرة من الوطن.
إن الانتخابات النيابية التي ستجري في الربيع المقبل سوف تشكل فرصة لشباب لبنان ليقولوا كلمتهم ويحددوا خياراتهم في ما يتوافق مع رؤيتهم للإنخراط في ورشة الإنقاذ الوطني المنشود.
إنني فخور بكل شباب وشابات لبنان وأرى في عيونهم الأمل بغد أفضل لشعبنا ووطننا. كما أدعوهم الى ألا ييأسوا رغم الواقع الأليم، وألا يعتبروا أن الهجرة هي الحل، وليحافظوا على إيمانهم بلبنان، الذي واجه على مدى تاريخه أهوالاً ومصاعب أقسى من التي نعيشها اليوم، فتخطيناها وتجاوزنا كل المخاطر وصمدنا، وانطلقنا من جديد لنبني لبنان يليق بشبابنا ونفاخر به.
أصحاب السعادة،
المشاركون في هذا المنتدى
أيها الكرام،
لقد تم اختيار بيروت هذا العام لتكون عاصمة الشباب العربي، وأنا أغتنم هذه الفرصة لأقول إن بيروت ستفتح أبوابها لجميع الشباب في العالم العربي لتقول لهم أنتم في وجدان بيروت وقلب لبنان.
أعزائي الشباب والشابات العرب، إن بيروت كانت وستبقى مشرّعة دائمًا لكل واحد منكم. نعم، بيروت مدينة ضاربة جذورها في التاريخ، ولكن روحها ستبقى شابة تجذب الابتكار والإبداع من الشرق والغرب. وسيحافظ لبنان على تعهده بعدم ادخار أي جهد في سبيل المشاركة الفعالة في العمل العربي المشترك لتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية المستدامة لشبابنا من خلال إعتماد وتنفيذ الاستراتيجية المناسبة لوثيقة السياسة الشبابية.
وفي الختام أتمنى لهذا المنتدى كل التوفيق في ترجمة الأهداف المشتركة المنشودة التي تلبي تطلعات شبابنا العربي وتدفع العمل العربي المشترك إلى الأمام والى تحقيق تطلعات شبابنا العربي والأجيال المقبلة.
وشكراً.