كلمة الرئيس نجيب ميقاتي في حفل تكريم الأوائل للجائزة العربية لأفضل أطروحة دكتوراه بمجال القانون والقضاء
السبت، ٢٦ شباط، ٢٠٢٢
سعادة الأمين العام لجامعة الدول العربية السيد احمد أبو الغيط
رئيس الدورة 37 لمجلس وزراء العدل العرب السيد عبد الرشيد طبي
أصحاب المعالي والسعادة السفراء
السيدات والسادة
إنه لمن دواعي سروري واعتزازي أن يكون لبنان راعي حفل اليوم بعنوان تكريم الأوائل للجائزة العربية لأفضل أطروحة دكتوراه بمجال القانون والقضاء، على مستوى الوطن العربي، بحضور معالي الوزراء والسفراء والسادة القضاة وأعضاء اللجنة العلمية للجائزة.
حفل اليوم مناسبة ورسالة من بيروت باعتزازنا وحرصنا على موقع لبنان العربي كدولة مؤسسة لجامعة الدول العربية وشريكة لجميع الاخوة الأعضاء من اجل العمل العربي المشترك. ونحن نسعى على الدوام من اجل ان يكون لبنان فاعلا ضمن الواحة العربية.
وإن إصراركم على عقد هذا اللقاء في عاصمتنا في هذا الظرف بالذات هو تأكيد متجدد على إيمانكم بلبنان الدور والرسالة، وبالقيم التي يجسدها.
من هذا المكان بالذات الملاصق لأول مدرسة حقوق في العالم، من بيروت أم الشرائع، التي تستضيف حفل تكريم الجائزة العربية، نعلن اعتزازنا بأن يكون لبنان دولة المقر للمركز العربي للبحوث القانونية والقضائية التابع لجامعة الدول العربية، ونؤكد التزام الحكومة بتنفيذ قرار مجلس وزراء العدل العرب بوضع خطة ورؤية حول إمكانية بناء مقرّ دائم للمركز، ونحن أخذنا القرار وحدد العقار وبإذن الله سيبدأ انشاء هذا المركز على هذا العقار قريبا.
السيدات والسادة
إن لبنان، الذي كان وسيبقى جزءا من العالم العربي، يعيش ازمة غير مسبوقة على كل المستويات، وتحاول حكومتنا حلّها بكل الامكانات المتاحة متكلة على دعم اشقائه العرب واصدقائه في العالم، ومن غير الانصاف تحميل وطننا ما لا طاقة عليه، ونحن ننتظر من أشقائنا العرب أن يتفهّموا واقعنا جيداً، وأن يقفوا إلى جانبنا لتجنيب لبنان الأخطار ولمساعدتنا على تحمّل الأعباء التي فاقت قدراتنا.
لبنان، ايها الاخوة العرب، بحاجة الى دعمكم ومؤازرتكم في هذه المرحلة بالذات، ليستعيد عافيته، ونحن واثقون أنكم ستحملون معنا هذه الهواجس وستكونون المدافعين عنها في كل المحافل.
لقد أدركنا، في لبنان، منذ البداية أننا غير قادرين على الوقوف في خندق هنا أو على خط تماس هناك. فاعتمدنا سياسة النأي بالنفس تجاه اي خلاف عربي، ونصر على تطبيقها، والخاسر في كل خلاف او نزاع هو عالمنا العربي الذي لطالما كان ينشد الوحدة، فإذا ببعضه يتقوقع إلى كيانات داخل كل كيان.
أدركنا خطر الإنغماس في هذا الجحيم، لأننا نعلم بالتجربة المريرة التي عشناها أن التقاتل لن يوصل إلى رابح وخاسر، فالكل خاسر: الوطن خاسر، والشعب خاسر. ومخطئ كل من يظن في لحظة أنه منتصر على شريكه في العروبة وفي المواطنة.
الإنتصار لا يكون إلا بالتفاهم بين الشركاء وبالعناية بمستقبل اجيالنا الجديدة وبرسم مستقبل يحقق طموحاتها.
سعادة الأمين العام
ايها السيدات والسادة
في ختام كلمتي، أود أن أتقدم بعميق الشكر وخالص التحية والتقدير الى معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية على وقوفه الدائم الى جانب لبنان، متمنيا عليه بذل الجهود من أجل مؤازرة لبنان عربيا في هذه المرحلة الصعبة، راجياً أن يسدد الله خطانا جميعاً لما فيه خير هذه الأمة وازدهارها. والسلام عليكم.

