كلمة الرئيس نجيب ميقاتي خلال الاحتفال بمرور ٦٠ عاماً على إنشاء "المجلس الوطني للبحوث العلمية"
الخميس، ١٧ آذار، ٢٠٢٢
أيها الحفل الكريم
نلتقي اليوم لنحتفل مع المجلس الوطني للبحوث العلمية بمرور ستين عاماً على إنشائه، فيؤكد بذلك صمود العاملين فيه وتطلعهم مع الشركاء من الجامعات اللبنانية والبرامج والمنظمات الدولية لرعاية مسيرة البحوث والابتكار والالتزام بتطويرها خاصة في الظروف الصعبة التي تمر بها المؤسسات العامة والخاصة في لبنان.
فالبحث العلمي ليس ترفاً يمكن تهميشه والاستغناء عنه، بل يشكل القيمة المضافة والسمعة الأكاديمية المميزة لكل مؤسسات التعليم العالي وللعديد من برامج الدولة والقطاع الخاص. كما أن التحديات التي تفرضها الكوارث الطبيعية وجائحة كورونا واستثمار الموارد الطبيعية بشكل سليم وإطلاق مشاريع التنمية المستدامة تستدعي مبادرات فعلية وموثوقة من العلميين في لبنان، ومدّ المشاريع الوطنية بالخبرات التي نقدّر، والتي أثبتت كفاءتها على الصعيدين الوطني والعالمي.
وفي هذه المناسبة أؤكد مجدداً إلتزامنا بدعم مسيرة المجلس وفاعلية دوره في تنمية العلاقات العلمية والبحثية مع المؤسسات اللبنانية ومع إدارات الدولة، والسمعة الطيبة التي يتمتع بها في المحافل العلمية الدولية والعربية.
أيها الحفل الكريم
خلال 60 عاماً كان المجلس الوطني للبحوث العلمية شاهداً على قضايا تنموية ومعرفية أساسية في إدارة البلد وقد استقطب كفاءات وشخصيات قامت بمهام رائدة ومميزة، كما اتسمت مسيرته بالقدرة على بناء علاقات تكامل مجدية مع مؤسسات الدولة.
تهانينا للمجتمع العلمي في لبنان الذي يعتز بمؤسساته الرائدة وبكل من يساهم بإعلاء شأنها. وكل التقدير للقيّمين على المجلس من مجلس الإدارة والأمانة العامة ومراكزه البحثية والامتنان لتصميمهم على متابعة المسيرة من دون إحباط مؤكدين بذلك إيمانهم بلبنان وتميزه العلمي والمعرفي.
ولن ننسى ما قدّمتموه لتعزيز الثقة بأحد أهم موارد لبنان، شاباته وشبابه، من خلال كل البرامج المبتكرة التي وضعت لخدمتهم ومساعدتهم على متابعة التحصيل العلمي، فحقق الطلاب من خلال المجلس على مدى السنوات الماضية إنجازات كبيرة.
أيها الحفل الكريم
تقديراً منّا لدور رئيس مجلس إدارة المجلس الوطني للبحوث العلمية الدكتور جورج طعمة الذي أمضى 72 عاماً في الجامعة اللبنانية والمجلس، ولما يتمتع به من رؤية علمية مميزة،
وتقديراً أيضاً لاستمراره في مهامه، وبلوغه العمر المديد، أطال الله بعمره، فقد منحه فخامة رئيس الجمهورية وسام الأرز الوطني من رتبة كوموندور، ويسرني أن أعلّقه على صدره تقديراً واحتراماً. فليتفضل.

