كلمة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي - مركز عدنان القصّار 3-6-2022 في لقاء مع وفد من وزراء الشؤون الاجتماعية العرب وممثلين عن جامعة الدول العربية
الجمعة، ٠٣ حزيران، ٢٠٢٢
معالي الضيوف وزراء الشؤون الاجتماعية الكرام
الأشقاء في جامعة الدول العربية
أيها السادة
أرحب بكم اليوم في لبنان شاكراً لكم زيارتكم خصوصاً في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها وطننا، في تأكيد متجدد على إيمانكم بلبنان الدور والرسالة، وبالقيم التي يجسدها.
وهذا ليس أمراً غريباً، فالأشقاء في الدول العربية التي تمثلونها كانوا على الدوام خير مساند للبنان وداعم له.
كذلك فإن لبنان كان وسيبقى حريصاً على موقعه كدولة مؤسسة لجامعة الدول العربية وشريكة لجميع الإخوة الأعضاء في العمل العربي المشترك، ونحن نسعى على الدوام من أجل أن يكون لبنان فاعلاً ضمن الواحة العربية.
لكن لبنان أيها الأخوة، يعيش هذه الأيام أسوأ أزمة إقتصادية ومالية واجتماعية ونقدية حادة نتيجة عقود من ضعف في الإدارة والحوكمة وانفجار مرفأ بيروت، زادتها حدة تأثيرات وتداعيات النزوح السوري الكثيف وجائحة كورونا.
هذه الأزمة جعلت تأمين الأمن الغذائي ومكافحة الفقر ودعم الفئات الضعيفة وتوفير الطبابة والطاقة والمياه والتعليم والنقل في أعلى سلم الأولويات التنموية، كذلك تحقيق الاستقرار النقدي.
سعت حكومتنا، ولا تزال تسعى الى معالجة الأوضاع وتداعيات الأزمة، رغم دخولها مرحلة تصريف الأعمال بعد الانتخابات النيابية الأخيرة. وضعنا العناوين الأساسية للحل بالتفاهم مع صندوق النقد الدولي متكلين على دعم أشقائنا العرب وأصدقائنا في العالم.
وكان تركيزنا الأساسي على توسيع شبكة الحماية الاجتماعية للجميع بشكل مستدام ودعم الفئات الأكثر حاجة، وتلك التي كانت تنتمي إلى الطبقة الوسطى، إضافة الى الشرائح المهمّشة.
أيها السادة
نحن نشكر ونقّدر مبادرة الجامعة العربية ومعالي الوزراء بزيارة بلدنا لاستطلاع الوضع الاجتماعي في لبنان ومدى تأثيره على الفئات الهشة تمهيداً لبحث السبل التي تترجم وقوف الجامعة وأعضائها الى جانب لبنان.
إننا ننتظر من أشقائنا العرب أن يتفهّموا واقعنا جيداً، ويؤازروننا في هذه المرحلة بالذات، لتجنيب لبنان الأخطار ولمساعدته على تحمّل الأعباء التي فاقت قدراته وليستعيد عافيته. ونحن واثقون أنكم ستحملون معنا هذه الهواجس وستكونون المدافعين عنها في كل المحافل.
كما أنني أتقدم بعميق الشكر وخالص التحية والتقدير إلى معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية على وقوفه الدائم الى جانب لبنان وزيارته بيروت منذ فترة، في إطار ترجمة الاهتمام بوطننا، متمنياً مضاعفة الجهد العربي من أجل مؤازرة لبنان عربياً ودولياً في هذه المرحلة الصعبة، راجياً أن يسدد الله خطانا جميعاً لما فيه خير هذه الأمة وازدهارها.
تبقى كلمة أتوجه بها في السياسة لأقول إن لبنان من مؤسسي جامعة الدول العربية ومقتنع ومؤمن بالتضامن والتنسيق العربي الى أقصى الحدود، لما فيه خير بلداننا وشعوبنا.
تبقى كلمة، نحن هنا في بيت الاقتصاد، وبيت التكامل بين القطاعين العام والخاص، وهذا هو المنحى الطبيعي لتوفير فرص عمل ونمو اقتصادي، من هنا فإننا نناشدكم التعاون سوية لعمل مشترك بين القطاعين العام والخاص وتوفير فرص عمل وتحقيق النمو.
مجدداً أشكر زيارتكم وحضوركم وأهلاً بكم.


 
         
                 
                 
                 
                 
                 
                 
                