كلمة الرئيس نجيب ميقاتي خلال مأدبة عشاء في السراي الحكومي تكريماً لوزراء خارجية الدول العربية
الجمعة، ٠١ تموز، ٢٠٢٢
معالي وزراء خارجية الدول العربية الشقيقة
أيها الحفل الكريم
من دواعي سروري أن نلتقي بكم الليلة هنا في السراي الحكومي لمناسبة انعقاد الاجتماع التشاوري لمجلس وزراء الخارجية العرب، وان نرحب بكم جميعا في بيروت عاصمة التفاعل بين الثقافات والتي تتباهى بانتمائها العربي الأصيل وتتطلع دوما وباصرار الى ان تكون حلقة وصل والتقاء الاخوة العرب.
ينعقد اجتماعكم في مرحلة حافلة بالتحديات السياسية والديبلوماسية التي تمر بها الدول العربية والعالم ككل، تترافق مع تفلت للقوة ونشوء نزاعات اقليمية واستمرار اخرى، مما يلامس بحق انهيار النظام الدولي الذي نعرفه ، من دون ان تتبلور ملامح توازن قوى أو نظام جديدين.
إن دول منطقتنا، بموقعها وامكاناتها، وإن على تفاوت،هي في قلب هذه التحولات الدولية، وفي عالم معقد يقوم على الاعتماد المتبادل، يصعب مثلا أن نكون بعيدين عن تأثيرات حدث كبير مثل الحرب الجارية في اوكرانيا اليوم. ولعل أخطرها انعدام الأمن الغذائي الحاد في كثير من الدول العربية ومنها لبنان ، بفعل الاضطراب في واردات الحبوب والمواد الغذائية . هذا من دون أن نغفل انهيار الأوضاع الاقتصادية وارتفاع مستويات الفقر واستمرار ارتفاع معدلات اللجوء والنزوح.
في هذا الاطار نرى أنه يقتضي تكثيف التشاور حول ملفات العمل العربي المشترك والتوافق حول ملفات القمة العربية المقبلة المقررة في الجزائر في الأول من شهر تشرين الثاني المقبل. ونحن نتطلع الى انعقاد القمة بالكثير من الثقة، كون انعقادها يعتبر بحد ذاته مؤشرا على ارادة القادة العرب على تجاوز كل التحديات والمعوقات لتجديد العمل العربي المشترك ومواكبة التطورات الاقليمية والدولية في المجالات كافة. ونعود هنا الى البداية ، الى القضية الأم ، قضية كل عربي، الى فلسطين الجرح النازف والذي يستصرخ ضمائر العالم للوقوف الى جانب حق الشعب الفلسطيني في العيش بكرامة في دولته المستقلة على أرضه.
أيها الحفل الكريم
يمر لبنان بمرحلة انتقالية دقيقة ومعقدة وسط معاناة من أزمات متعددة الأوجه، سياسية واقتصادية ومالية واجتماعية تضاف اليها مشكلة النازحين السوريين،وقد عملت حكومتنا على وضع الاسس الكفيلة بتجاوزها، ونحن ننتظر مؤازرتكم لاستكمال خطوات المعالجة ووضع بلدنا على سكة التعافي ضمن الامكانات المتاحة.
أجدد التأكيد في هذا اللقاء ايضا على التزام لبنان بما سبق واعلنته بتنفيذ كافة قرارات مجلس الأمن الدولي وقرارات الجامعة العربية، بما يرسخ سياسة النأي بالنفس تجاه اي خلاف عربي وبسط سيادة الدولة على كامل ارضها ، ومنع الاساءة الى الدول العربية او تهديد أمنها.
كما اناشد الأشقاء العرب وخاصة في دول مجلس التعاون الخليجي احتضان لبنان وشعبه الشقيق وخاصة في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخه. وكما أن العرب يعتبرون بيروت عاصمتهم فان لدى كل لبناني مخلص قناعة بان كل بلد عربي هو وطنه الثاني.
ختاماً
أتوجه بالشكر والتقدير الى معالي الامين العام لجامعة الدول العربية وفريق الامانة العامة على جهودهم المضنية في هذه الظروف الصعبة التي تتعرض فيها العديد من الدول العربية الشقيقة لظروف قاهرة ومؤلمة ، متمنيا ان تحمل الايام المقبلة الامن والاستقرار للدول العربية، والسلام والامان للبنان.

