
الرئيس ميقاتي: ماضون في تشكيل الحكومة الجديدة رغم العراقيل ولن يكون مسموحاً لأحد بتخريب المسار الدستوري وعرقلته
الثلاثاء، ٠٤ تشرين الأول، ٢٠٢٢
أكد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي "أننا ماضون في عملية تشكيل الحكومة الجديدة رغم العراقيل الكثيرة التي توضع في طريقنا والشروط والإيحاءات التي تهدف الى خلق أمر واقع في أخطر مرحلة من تاريخنا. وإننا مصممون على متابعة العمل وفق ما يقتضيه الدستور والمصلحة الوطنية، ولن يكون مسموحاً لأحد بتخريب المسار الدستوري وعرقلته".
وتمنّى "أن يوفق المجلس النيابي في انتخاب رئيس جديد للبلاد ضمن المهلة الدستورية، لأن التحديات تقتضي اكتمال عقد المؤسسات الدستورية وتعاونها وتكاملها".
وإذ لفت الى "ما يتعرّض له إتفاق الطائف من حملات غير بريئة"، شدّد على "أن هذا الإتفاق، الذي بفضله توقّف المدفع وعادت مؤسسات الدولة إلى أداء دورها الطبيعي، هو إتفاق لا نقول إنه منزّل، بل على الأكيد هو أفضل من الفوضى والديماغوجية".
كما شدّد على "أن اتفاق الطائف هو الإطار الطبيعي، الذي يمكن أن يجمع اللبنانيين على قواسم مشتركة، مع التشديد على تطبيق كل بنوده، روحا ونصا، ومع السعي الموضوعي، ومن ضمن ما تقتضيه المصلحة الوطنية العليا، إلى تطويره بما يتناسب مع الحداثة، مع الحفاظ على ما يضمن صيغة العيش المشترك بين أبنائه".
مواقف الرئيس ميقاتي جاء في خلال رعايته قبل ظهر اليوم في فندق فينيسيا إطلاق "منتدى شباب نهوض لبنان نحو مئوية جديدة"، تحت شعار "التعليم أولاً ...لبنان وطن للمعرفة"، وذلك بتنظيم مشترك من "المبادرة الوطنية لمئوية لبنان الكبير" و"مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة".
وقال الرئيس ميقاتي في كلمته "ينعقد هذا اللقاء الوطني الجامع، بمبادرة من سيدة شجاعة، ومقدامة، زادتها التجارب المؤلمة صلابة وعزماً على المضي في عملها، فتحية شكر الى السيدة بهية الحريري، على كل العمل الذي تقوم به في كل المجالات التربوية، وعلى ما أنجزته خلال مسيرتها النيابية وعملها كرئيسة للجنة التربية النيابية لأعوام عديدة، منطلقة من مبدأ أساسي هو "التعليم أولاً ولبنان وطن للمعرفة". وأنا شاهد على الكثير من الجهد والمتابعة اللذين تتميز بهما في مقاربة شؤون التعليم والتربية".
وقال "لقد وضعنا التربية في أولوية اهتماماتنا، وخصّصنا لهذا الأمر لقاءات وطنية تشاورية عقدت في السراي، بمبادرة ومتابعة من السيدة بهية، بالتعاون مع وزير التربية الدكتور عباس الحلبي ولجنة التربية. وإننا نقدّر جهود الوزير المتواصلة التي أدت إلى تأمين عطاءات للأساتذة وتحقيق حوافز من الجهات المانحة مما سهّل التعليم الحضوري في العام الدراسي المنصرم، ونحن تابعنا ووزير التربية القمة التربوية في نيويورك، على هامش قمة رؤساء الدول، وحصلنا على إلتزامات دولية ووعود نأمل الإيفاء بها لتوفير حوافز إضافية للمعلمين وأساتذة الجامعة اللبنانية والتعليم المهني والتقني، وذلك للمحافظة على مؤسساتنا التربوية ومعلمينا، وعلى تأمين التعليم لتلامذة المدارس الرسمية وطلاب الجامعة اللبنانية، وعدم إضاعة سنة دراسية مهما بلغت التضحيات. كما أن اهتمامنا ينسحب على التعليم المهني والتقني والجامعة اللبنانية، ولن نقبل بانهيار أي مؤسسة تربوية أو جامعية، بل سنسعى إلى تعزيزها بكل قوانا.
من هنا فإن لبنان ملتزم بتوفير التعليم لجميع الأولاد الموجودين على أرضه، بدعم دولي وأممي، التزاماً منّا بحق جميع الأولاد في الوصول إلى التعليم".
وتابع "صحيح أن ما يعيشه اللبنانيون اليوم أقسى من كل التجارب الماضية، لكن ما سمعناه واطلعنا عليه في هذا اللقاء من شباب لبنان يبعث الأمل في نفوسنا بأن هذا الجيل الشاب، سيتسلم زمام المبادرة وسينهض بلبنان نحو مئوية جديدة ترسم مستقبلاً يكون على قدر طموحاته وآماله.
هذا الجيل الجديد قادر على النهوض بالوطن، ومن واجبنا أن نوفّر له المقومات التي تساعده في هذه العملية، بدءًا من انتظام عمل المؤسسات الدستورية، وصولاً الى تأمين التوافق السياسي كشرط أساس لانطلاق المعالجة الاقتصادية المطلوبة والتي باتت بفعل الأزمات العالمية أكثر تشعباً وتعقيدًا".
وتابع "نلتقي أيضاً لنحتفل بنهوض فندق فينيسيا من جديد. هذا الفندق يمثل علامة فارقة في تاريخ بيروت، وصورة حية عن نهضة لبنان، وعن حكاية شعب قدره أن يعيش على الدوام المآسي والحروب، وأن يعود مجددًا أقوى وأصلب".
وختم بالقول "رغم الواقع المؤلم الذي نمر به لن نيأس أو نتوقف عن العمل لحل المشكلات المتراكمة وتعقيداتها. كيف نيأس ونحن نرى الشباب اللبناني الذي يعي التحديات. نحن أمام تحديات أبرزها الانكماش المتوقع العام المقبل عالمياً، وما أصاب القارة الأوروبية نتيجة الحرب الأوكرانية، إضافة الى الأمن الغذائي الذي يشكل طليعة الأولويات بفعل نقص القمح والأسمدة.
سنبقى مع جميع اللبنانيين نؤمن بنهوض هذا الوطن وتعافيه ودوره ورسالته. فلنجدّد في هذه المناسبة الإيمان أولاً بقدرتنا نحن اللبنانيين على المبادرة والإقدام، وعلى دعم أصدقاء لبنان وأشقائه تالياً. هكذا يتعافى لبنان وينهض.
وقد قلّد رئيس الحكومة صاحبي فندق فينيسيا مازن ومروان صالحة باسم رئيس الجمهورية وسام الأرز من رتبة ضابط.
وقد شارك في الاحتفال عقيلة رئيس الحكومة السيدة مي نجيب ميقاتي، نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي، والوزراء: نجلا عساكر، بسام المولوي، عباس الحلبي، وليد نصار، محمد المرتضى، النائبة السابقة بهية الحريري وشخصيات.
وزير التربية
وفي كلمةٍ له، أكّد وزير التربية في حكومة تصريف الأعمال عباس الحلبي "الاستمرار في تحصين قطاع التربية الذي نسعى إلى دعمه بكل قوة رغم التحديات"، وأضاف: "إننا نطرق أبواب الجهات المانحة للتأكيد على أنه لا يجوز أن يخسر أبناؤنا تعليمهم بسبب النقص في التمويل".
واعتبر الحلبي أنّ "نتيجة الإضراب المفتوح للمعلمين تكون إفراغ المدارس الرسمية من تلامذتها"، مناشداً "مجلس النواب بفتح باب التعاقد من جديد أمام المعلمين".
وشدّد الحلبي على أنّ "الجامعة اللبنانية في خطر وجودي حقيقي ولم تعد تنفع معها الترقيعات"، وقال: "سأدعو قريباً لعقد ورشة عمل لإنقاذ الجامعة اللبنانية لأنها هي أيضاً مسؤولية وطنية، وتوقفها عن العمل يكون ضربة قاضية لنظام التعليم لا سيما التعليم العالي في لبنان".
وختم: "نؤكد تماماً أمام الجميع أن المدرسة الرسمية هي المدرسة الوطنية التي تستقبل الجميع، وسنسعى لدعمها والحفاظ عليها دائماً وأبداً".
الحريري
وشددت النائبة السابقة بهية الحريري في كلمتها أهمية دور الشباب في بناء لبنان، آملة أن تكون السنوات المقبلة خالية من العثرات والأحقاد التي شهدناها سابقاً في بلدنا.
ولفتت الحريري إلى أن "شباب لبنان هو أملُ المستقبل"، مؤكدة أنه من "خلال قطاع التربية والتعليم سيتحقق التقدم وسيزدهر بلدنا أكثر فأكثر"، وقالت: "سنواصل العمل على دعم قطاع التربية لأنه الأساس في بناء الوطن وغدِ الشباب الأفضل".








