رأس رئيس الحكومة نجيب ميقاتي جلسة لمجلس الوزراء بعد ظهر اليوم في السرايا شارك فيها نائب رئيس مجلس الوزراء سعاده الشامي، ووزراء :التربية والتعليم العالي القاضي عباس الحلبي، الاعلام زياد مكاري، الشباب الرياضة جورج كلاس، المهجرين عصام شرف الدين، المالية يوسف خليل، الدولة لشؤون التنمية الادارية نجلا رياشي، الصناعة جورج بوشكيان، الاتصالات جوني القرم، السياحة وليد نصار، الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي، الثقافة القاضي محمد وسام مرتضى، البيئة ناصر ياسين، العمل مصطفى بيرم، الزراعة عباس الحاج حسن، الأشغال العامة والنقل علي حمية. كما حضر المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير، والأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية.
مداخلة رئيس الحكومة
في بداية الجلسة هنأ رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اللبنانيين بعيد المقاومة والتحرير. وقال: إن هذا الانتصار لم يكن ليتحقق لولا وحدة اللبنانيين جميعاً، ومن واجبنا اليوم العمل على صون هذه الوحدة وتمتينها.
وقال: يتزامن انعقاد جلستنا اليوم مع حملة يشنها على الحكومة فريق سياسي في البلد يعتمد مقاطعة الجلسات من دون تقديم تفسير منطقي لموقفه. لقد مر أكثر من ستة أشهر على الشغور في سدة رئاسة الجمهورية، ولا تزال انتخابات رئاسة الجمهورية في المجهول، في ضوء الشروط والشروط المضادة للأفرقاء السياسيين الممثلين في مجلس النواب. إزاء هذا الوضع، هل المطلوب من الحكومة أن توقف عجلة العمل في المؤسسات وتعطل مصالح الناس نهائياً؟ وهل تتحمل الحكومة مسؤولية الشغور الرئاسي أم السادة النواب هم المسؤولون؟ ومن قال إن السادة الوزراء المشاركين في الجلسات الحكومية لا يمثلون الشرائح اللبنانية كافة؟ وهل مقبول أن يصل الخلاف السياسي الى حد التطاول على كرامات الناس وحضورهم الوازن في كل المحافل؟
أضاف رئيس الحكومة:إنعقاد مجلس الوزراء وتسيير العمل الحكومي لإبقاء دورة المؤسسات قائمة ليس استفزازاً ولا ضرباً للميثاقية والشراكة والدستور، كما يزعم البعض، بل إن ضرب الدستور والشراكة يتمثلان في اعتماد نهج التعطيل المتعمد والمتعدد الأشكال ومنذ سنوات وهدر الوقت لأهداف شخصية. من السهل جداً أن نتخذ قرار الاعتكاف ولكن هل هذا الخيار لمصلحة البلد؟
وقال: الضرب الحقيقي للشراكة يتمثل في الامتناع عن القيام بالواجب الوطني والدستوري في انتخاب رئيس جديد للجمهورية، لا سيما من قبل الفريق الذي يتباكى على شغور منصب الرئيس ويشارك في تعطيل عملية الانتخاب، وهذا الفريق نفسه هو الذي يحرض مرجعيات روحية وسياسية على الحكومة. والمفارقة أن الفريق الذي يدعو الى عدم انعقاد مجلس الوزراء هو نفسه من يطالب بإدراج بنود على جدول الجلسات.
أضاف: المطلوب ممن يطرح السؤال إذا كانت تجوز هكذا جلسات وهكذا قرارات وهكذا مراسيم بغياب الرئيس، أن يجيب أولاً على السؤال لماذا يشارك في تعطيل انتخاب الرئيس، وما الفائدة المحققة من تعطيل عمل الدولة والحكومة والمؤسسات؟ وهل هذا التعطيل يخدم انتخاب الرئيس والشريك اللبناني الذي يمثله الرئيس؟
وتوجه رئيس الحكومة الى الوزراء بالقول: أحييكم جميعاً وأحيي حضوركم وهذا أمر بالتأكيد مقدّر من جميع اللبنانيين خصوصاً، وللمفارقة أن اليوم يصادف مرور سنة على دخول الحكومة مرحلة تصريف الأعمال. أيضاً باسمكم جميعاً أحيي معالي وزير المهجرين عصام شرف الدين وله كل احترام وتقدير منا ولمن يمثل، ونحن حريصون على التعاون والمضي قدماً في ما بدأه معاليه من ملفات.
وقال رئيس الحكومة: قبل يومين تم افتعال حملة على الحكومة على خلفية أنباء عن قرار يتعلق بالمساعدات المقدمة للنازحين السوريين. وقد اجتمعت اليوم مع المنسق الأممي للشؤون الإنسانية في لبنان واتفقنا على وضع صيغة بنّاءة للتقدم في هذا الموضوع، حسب تطلعات الدولة اللبنانية والمصلحة العامة، علماً أن العقد الموقع منذ أكثر من عشر سنوات مع مفوضية شؤون اللاجئين ينص على إعطاء المساعدات بالعملة التي تراها المفوضية مناسبة. الحملة مستغربة لأنه لا معالي الوزير هكتور حجار ولا أنا وافقنا على الدفع بالدولار.
أضاف: إنني في صدد الدعوة الى عقد جلسة لمجلس الوزراء تخصص لملف النازحين السوريين، تطرح فيها كل النقاط استعداداً للكلمة التي سألقيها في مؤتمر الاتحاد الاوروبي في بروكسل في الخامس عشر من الشهر المقبل. وإنني أكلف معالي الوزير شرف الدين القيام بالتحضيرات للجلسة الوزارية ولاجتماع اللجنة الوزارية الخاصة بملف النازحين الذي سيعقد قبل الجلسة الحكومية الخاصة.
وتابع رئيس الحكومة: في ملف حاكمية مصرف لبنان كنا قد ناقشنا الموضوع في اللقاء التشاوري الذي عقدناه يوم الاثنين مطولاً، وتوافقنا على أن الموضوع هو في يد القضاء وبما يتوافق مع أحكام القانون اللبناني. وأكدت انه لا يجوز ان نظهر وكأن هناك طرف يريد الانتقام وآخر يريد تأمين الحماية. أسهل شيء أن نقول اليوم لنقيل الحاكم، ولكن من منطلق احترام المؤسسات وآراء السادة الوزراء الحاضرين، وبعدما تقدم دولة نائب رئيس الحكومة بمذكرة خطية في هذا الملف، فإنني سأطرح الموضوع للنقاش الآن مجدداً لاتخاذ القرار المناسب.
مقررات الجلسة
وبعد الاجتماع أذاع وزير الاعلام زياد مكاري مقررات الجلسة فقال: في موضوع حاكم مصرف لبنان تم تكليف وزير المال رفع تقرير دقيق يبين تداعيات الملاحقات الجارية خارج لبنان بحق حاكم مصرف لبنان على أدائه لمهامه وانعكاس ذلك على أداء مصرف لبنان، وبالتزامن تكليف وزير العدل تقديم الرأي القانوني المناسب بشأن كيفية التعامل مع هذه المسألة من منظور قانوني.
في موضوع الرواتب والأجور وافق مجلس الوزراء على دفع كامل التعويضات الإضافية التي أقرها مجلس الوزراء بناء للمرسوم 11227 تاريخ 18-4-2023 عن شهر أيار كاملة، على أن تعتبر هذه الدفعة بمثابة سلفة تحسم من التعويضات اللاحقة في حال ثبت عدم أحقيتها وفقاً للشروط الواردة في المرسوم الآنف الذكر، على أن تحيل الإدارات عدد أيام الحضور عن شهر أيار الى مديرية الصرفيات في وزارة المالية التي تقوم بالإجراءات اللازمة استناداً الى ما تقدم.
وفي السياق نفسه أخذ مجلس الوزراء علماً من وزير المالية بعدم توافر الاعتمادات المالية اللازمة لدفع الرواتب والأجور والمساعدات الاجتماعية لكافة العاملين في القطاع العام والأسلاك العسكرية ابتداءً من شهر حزيران في حال لم يقر مجلس النواب قوانين فتح الاعتمادات الإضافية الخاصة بالرواتب والأجور والمساعدات الاجتماعية والتعويضات الإضافية، كذلك بدلات النقل على أساس 450 ألف ليرة، وبالتالي ندعو مجلس النواب للانعقاد في أسرع وقت ممكن من أجل إقرار هذه القوانين.
كذلك وافق مجلس الوزراء على ترقية العميد إلياس البيسري الى رتبة لواء.
سئل: ماذا عن التعيينات؟
أجاب: "توقفت كل التعيينات وتأجلت".
ورداً على سؤال قال: إن الرئيس ميقاتي هو من قرر تأجيل كل التعيينات.
سئل: هل تقرر موعد انعقاد جلسة المتعلقة بالنازحين السوريين؟
أجاب: كلا لم تحدد بعد ولكنها ستحدد وسيكون الملف بنداً وحيداً على جدول الأعمال.
سئل: هل تم الحديث عن زيارة سوريا تتعلق بملف النازحين؟
أجاب: أعتقد أنه سيصدر قرار في الجلسة التي ستعقد للبحث بملف النازحين بتشكيل وفد حكومي يضم أيضاً الأسلاك العسكرية لزيارة سوريا.
وعن تلويح موظفي الإدارة العامة بالإضراب مجدداً قال: لهذا السبب اتخذ القرار بدفع رواتب أربعة أشهر كاملة بموجب ما كان أقر سابقاً كسلفة تحسم من التعويضات لاحقاً في حال عدم أحقيتها وفقاً للمرسوم. علماً أن العاملين يتقاضون حالياً ثلاثة رواتب إضافية بموجب قانون الموازنة.
سئل: هل ستتولى مهام تلفزيون لبنان؟
أجاب: أنا أتولى مهام تلفزيون لبنان حالياً، ولقد طلبت طرح هذا البند لأني أريد الحصول على غطاء مجلس الوزراء، ولدي غطاء قانوني حول هذا الموضوع.
سئل هل يمكن أن يدعو رئيس الحكومة الى جلسة لإقالة حاكم مصرف لبنان؟
أجاب: إذا صدر تقرير وزير العدل في هذا الاتجاه فهذا ممكن، ولكن لا شيء واضحاً لغاية الآن.
سئل: قال الرئيس ميقاتي سابقاً أن موضوع حاكم مصرف لبنان ليس من صلاحيات مجلس الوزراء. لماذا غيّر رأيه الآن؟
أجاب: لم يقل أنه ليس من صلاحية مجلس الوزراء، فهناك صلاحية لمجلس الوزراء بإقالة الحاكم، ولكن اتخاذ القرار يستوجب أكثرية ثلثي أعضاء مجلس الوزراء كاملاً، ثانياً هل يمكن إقالته من دون الاطلاع على ارتدادات هذا القرار على الوضعين المالي والمصرفي؟
وقال: الرئيس ميقاتي يعقد الكثير من الاجتماعات في هذا الشأن بعيداً عن الاعلام مع المسؤولين ومع أناس من مصرف لبنان ومن نواب الحاكم، فالموضوع غير متروك ولدى الحاكم نحو 40 يوما وسيتقاعد من بعدها.
سئل: ممن ستشكل اللجنة المكلفة بإعداد تقرير للبت بملف رياض سلامة، فأجاب: عندما يرد تقرير وزير العدل عندها نرى ما سيحصل.