الرئيس ميقاتي: المسار التفاوضي من شأنه أن يوصل الى تفاهم ينطلق من اتفاق الهدنة لتأمين استقرار طويل الأمد

اعتبر الرئيس نجيب ميقاتي "أن التحركات الديبلوماسية الأجنبية والعربية الراهنة تجاه لبنان، تشكل فرصة أساسية ينبغي علينا الإفادة منها بعيداً عن التباينات والسجالات الداخلية العقيمة، لالتقاط الفرصة المتاحة للنهوض للبنان وحل أزماته السياسية والإقتصادية".

وقال في تصريح: حان الوقت لتلتقي القيادات كافة على موقف موحّد يحمي وطننا من العدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان، بعيداً عن أي رهان خاطئ أثبتت كل التجارب السابقة فشله في توفير أي استقرار للبنان. وعلينا نحن اللبنانيين أن نكون المبادرين في إرساء الإستقرار في وطننا بدل انتظار استقرار الدول الأخرى وانعكاساته علينا.

أضاف: الفرصة المتاحة حالياً للحل عبر لجنة مراقبة وقف إطلاق النار "الميكانيزم" وترؤس السفير سيمون كرم، صاحب الخبرة الديبلوماسية الواسعة، الجانب اللبناني في هذه اللجنة. وهذا المسار نتمنى أن يستمر بوتيرة متصاعدة لتحقيق المطالب اللبنانية وفي مقدمها وقف الإعتداءات المستمرة على لبنان والإنسحاب الإسرائيلي الكامل من المواقع التي يحتلها.

أضاف: إن هذا المسار التفاوضي من شأنه، إذا نجح، أن يوصل الى تفاهم ينطلق من اتفاق الهدنة الموقّع عام 1949، وتأمين استقرار طويل الأمد بات لبنان واللبنانيون بأمس الحاجة إليه.

لقاءات

وكان الرئيس ميقاتي أجرى سلسلة لقاءات في مركز "جمعية العزم والسعادة الاجتماعية" في باب الرمل في طرابلس، حيث استقبل وفوداً شعبية ونقابية وأهلية من مختلف المناطق عرضت له مطالبها. والتقى رئيس رابطة مخاتير طرابلس حسام التوم على رأس وفد من المخاتير.

وزار الرئيس ميقاتي منطقة بعل الدراويش في التبانة، حيث التقى الأهالي واطّلع ميدانياً على أوضاعهم المعيشية، مستمعاً إلى شكاواهم ومطالبهم. كما جال في أحياء المنطقة والتقى أهلها.

سفير إندونيسيا

كما استقبل الرئيس ميقاتي سفير إندونيسيا في لبنان ديكي كومار، يرافقه رئيس جمعية تجار طرابلس أسعد الحريري.

المعهد العربي للتخطيط

وفي دارته في بيروت، استقبل الرئيس ميقاتي المدير العام للمعهد العربي للتخطيط في الكويت الدكتور عادل عبد الله الوقيان يرافقه رئيس الجهاز الإداري للمعهد كريم درويش في حضور الدكتور عبد الرزاق القرحاني.

وخلال اللقاء أثنى الرئيس ميقاتي على جهود "المعهد العربي للتخطيط" في الوطن العربي، وعلى العناية الخاصة التي حظي بها لبنان في السنوات العشر الأخيرة من خلال إعداد الخارطة الإستثمارية والبرامج الخاصة في مجال "بناء وتطوير القدرات البشرية والمؤسسية" و "المشروع الوطني لنشر ثقافة ريادة الأعمال".

كما هنّأ السيد عادل على توليه الإدارة العامة للمعهد متمنياً له دوام التوفيق والنجاح.

وكان اللقاء مناسبة جرى فيها البحث في البرامج والمبادرات وفق الرؤية الجديدة للمعهد، وكيفية التعاون لتحقيقها.

الرئيس ميقاتي: لبنان أمام فرصة تاريخية ولمفاوضات فوريّة تنطلق من مضامين اتفاق الهدنة

أكد الرئيس نجيب ميقاتي "أننا اليوم أمام فرصة تاريخية فلا نضيعها بالتلهي بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، بما لا يفيد، وبما يعيدنا إلى الوراء".

وقال: الحل بين أيدينا، فلا نفتش عنه خارج الاطار التاريخي والجغرافي، وهو متاح من خلال مفاوضات فورية تنطلق من مضامين "اتفاق الهدنة"، الذي لا يزال ساري المفعول بقوة القانون الدولي، مع إجراء ما يلزم من ترتيبات لتحديثه ومواكبة للتطور، الذي شهدته منطقتنا، لكي يكون الاطار الذي يحفظ سيادتنا ويصون حدودنا، وينزع أي حجة أو ذريعة من عدو يتربص بنا شراً".

مواقف الرئيس ميقاتي جاءت في خلال كلمة ألقاها في حفل افتتاح قسم غسيل الكلى في مستشفى المنية الحكومي، الذي أقيم برعايته ووزير الصحة العامة ركان ناصر الدين.

وهذا المركز تم إنشاؤه بهبة مقدمة من "جمعية العزم والسعادة الإجتماعية" وتجهيز من وزارة الصحة.

وهنا نص كلمة الرئيس ميقاتي:

يسعدني أن أكون بينكم هنا في هذا الصرح الطبي لنشهد على فصل جديد من عملية تطويره بتعاون وثيق بين وزارة الصحة و"جمعية العزم والسعادة الاجتماعية" عبر إنشاء مركز غسيل الكلى الذي سيؤمن خدمة ضرورية وملحة للعديد من أبناء المنطقة ويوفر عليهم أعباء التنقل الى مستشفيات بعيدة لإتمام الجلسات.

وفي هذه المناسبة أتوجه بالتحية الى معالي وزير الصحة الدكتور ركان ناصر الدين وأحيي جهوده ومناقبيته التي يجمع عليها الجميع وأقدر عمله الدؤوب والمستمر في خدمة جميع اللبنانيين.

تعود بي الذاكرة الى أيام الحكومة التي توليت رئاستها عام 2011 حين تم افتتاح هذا المستشفى، وتجاوز كل العراقيل، وتستمر اليوم عملية تطويره وتحديثه ليكون في خدمة جميع أبناء المنطقة.

هذه المنطقة الغالية على قلوبنا تستحق الكثير من الاهتمام والرعاية، وهناك تكامل بين العملين السياسي والإنمائي، ولا يمكن فصل المسارين عن بعضهما البعض. ولهذا أرى مدى التعاون مع النائب الأخ أحمد الخير من أجل مواصلة الاهتمام بهذه المنطقة ورفدها بالمشاريع الضرورية أسوة بسائر المناطق، لا بل أكثر لكونها تحتاج الى جهد استثنائي. من هذا المنطلق يدنا بيد سعادته. البعض يتساءل لماذا هذا التخصيص؟ ومع احترامي لجميع النواب ومحبتهم ومعزتهم معي شخصياً أقول إن النائب الخير في كل زيارة كان يقوم بها يحمل معه لائحة طويلة من المطالب من أجل المنية ويطالب بها بكل إخلاص ورقي. مطالبه كانت دائماً حاضرة من أجل هذه المنطقة وازدهارها والخير لأهلها. نمد يدنا الى سعادته ولكل شخص لتحقيق الإنماء لهذه المنطقة ومساعدتها.

أهمية اللقاء اليوم هي في متابعة التواصل معكم للوقوف على كل ما يهم هذه المنطقة الغالية، فنحن يد واحدة ونعمل معاً في المكان الصحيح وفي الزمان الصحيح خدمة لهذه المنطقة.

أيها الحفل الكريم

في هذه الأوقات العصيبة، التي يمرّ بها وطننا الحبيب، لا مفرّ لنا جميعًا من اللجوء إلى الحكمة والتعقّل في أي مقاربة سياسية للخروج من هذه الأزمة المستعصية.

لنعترف جميعًا وبكثير من التواضع والواقعية بأننا أمام مشكلة تحتاج إلى حلّ. وهذا الحلّ لا يكون إلا إذا وضعنا جميعًا، ومن دون استثناء، مصالحنا الشخصية وطموحاتنا الآنية جانبًا، وتصرّفنا بوعي ومسؤولية.

الخطر داهم، ولا نملك ترف الوقت.

ما يجري حولنا من أحداث وتطورات تحتم علينا العودة إلى أصالتنا. فلا الأحقاد، ولا النكايات السياسية، ولا المزايدات تنفعنا، ولا العناد والمكابرة.

وحدها مصلحة الوطن هي الأساس، خاصة وأننا جميعًا على مركب واحد تحيط به أمواج عاتية. فإما أن نغرق معًا، لا سمح الله، وإما ننجو معًا.

من هنا، ومن موقعي كمواطن أولًا والحريص على ألا ندفع ثمن تهورنا أثمانًا باهظة نحن في غنىً عنها، أدعو جميع المسؤولين، على مختلف مستوياتهم، إلى وقفة ضمير، وإلى المبادرة في استنباط الحلول الممكنة والمتاحة في هذا الظرف الدقيق والمصيري، مع إيماني الراسخ بأن من هم على رأس السلطة اليوم قادرون على إيجاد السبل الكفيلة بإخراج لبنان من هذا المأزق بأقل أضرار ممكنة.

نحن اليوم أمام فرصة تاريخية فلا نضيعها بالتلهي بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، بما لا يفيد، وبما يعيدنا إلى الوراء.

الحل بين أيدينا، فلا نفتش عنه خارج الإطار التاريخي والجغرافي. وهو متاح من خلال مفاوضات فورية تنطلق من مضامين "اتفاق الهدنة"، الذي لا يزال ساري المفعول بقوة القانون الدولي، مع إجراء ما يلزم من ترتيبات لتحديثه ومواكبة للتطور، الذي شهدته منطقتنا، لكي يكون الإطار الذي يحفظ سيادتنا ويصون حدودنا، وينزع أي حجة أو ذريعة من عدو يتربص بنا شراً.

الحلّ المتاح لنا اليوم قد لا يكون كذلك في الغد القريب. يكفي لبنان ما عاناه من مشاكل وأزمات أمنية واقتصادية واجتماعية.

لبنان اليوم أمام فرصة تاريخية فلا نضيعها بالتلهي بما لا يفيد، وبما يعيدنا إلى الوراء.

عشتم وعاش لبنان.

لقاء موسّع في دارة الرئيس ميقاتي: إدانة أحداث الساحل السوري والدعوة لإغاثة النازحين وتأمين عودتهم إلى سوريا

عقد لقاء سياسي موسّع في دارة الرئيس نجيب ميقاتي في مدينة الميناء للبحث في التطورات الراهنة في لبنان وتداعيات الأحداث الجارية في سوريا على الواقع اللبناني لا سيما على صعيد شمال لبنان.

شارك في اللقاء رؤساء الحكومة السابقون نجيب ميقاتي، تمام سلام وفؤاد السنيورة، النواب السادة:عبد الكريم كبارة، إيلي خوري، طه ناجي، جميل عبود، إيهاب مطر، وليد البعريني، محمد يحيى، جهاد الصمد، أحمد الخير.

كما حضر النواب والوزراء السابقون بهية الحريري، عمر مسقاوي، سمير الجسر، رشيد درباس، نقولا نحاس، سامي فتفت، أحمد فتفت، رامي فنج، علي درويش، خضر حبيب، ومصطفى علوش.

وحضر مفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد إمام، وأمين الفتوى الشيخ بلال بارودي، مفتي عكار الشيخ زيد بكار زكريا راعي أبرشية طرابلس المارونية المطران يوسف سويف، ممثل متروبوليت طرابلس والكورة وتوابعهما للروم الأرثوذكس المطران افرام كرياكوس أمين سر المطرانية الأب نقولا داوود، رئيس أساقفة طرابلس والشمال للروم الملكيين الكاثوليك المطران إدوار ضاهر، متروبوليت عكار للروم الأرثوذكس المطران باسيليوس منصور، كاهن رعية الأرمن الأرثوذكس الأب كريكور يافيايان، نقيب الأطباء في الشمال الدكتور محمد صافي، نقيب المهندسين في الشمال شوفي فتفت، نقيب المحامين في الشمال سامي الحسن، نقيب أطباء الأسنان في الشمال الدكتور ناظم الحفار، رئيس غرفة التجارة والصناعة في طرابلس توفيق دبوسي.

الرئيس ميقاتي

بعد اللقاء أدلى الرئيس ميقاتي بالتصريح الآتي: عقدنا هذا الإجتماع نتيجة الأحداث التي حصلت في سوريا وانعكاسها على لبنان وخصوصاً على منطقة الشمال.

دعونا الى هذا الإجتماع، وبكل سرور حضرته شخصيات من مختلف المناطق اللبنانية وخاصة وجود الرئيسين فؤاد السنيورة وتمام سلام، السيدة بهية الحريري ومختلف الفاعليات والنواب من طرابلس والضنية والمنية وعكار بالإضافة إلى رجال الدين وأصحاب السيادة المطران سويف والمطران ضاهر وممثل مطران طرابلس والمطران منصور مطران عكار.

بحثنا خلال الإجتماع الإنعكاسات التي حصلت في سوريا وكيفية استيعاب هذا الموضوع. لقد تم وضع مسودة بيان لهذا الإجتماع وحصلت مناقشة طويلة وبناءة وإيجابية جداً وقد أضيفت بعض النقاط على البيان.

الأهم هو استنكار الأحداث الدموية التي حصلت في سوريا والتشديد على أهمية المصارحة والمصالحة، ودعوة الحكومة اللبنانية للسعي مع الهيئات الدولية من أجل إيواء وتعزيز الإغاثة السريعة للنازحين الذين حضروا، ومن ثم السعي مع الحكومة السورية من أجل عودة النازحين السوريين إلى سوريا، ولا يوجد كلمة لجوء في لبنان بأي شكل من الأشكال.

بما أن الاجتماع حصل في طرابلس، فقد بحثنا في المواضيع الطرابلسية والشمالية بشكلٍ عام وضرورة الإسراع في إقرار اللامركزية الإدارية والقيام بالتعيينات اللازمة في مجالس الإدارة، لأن في مدينة طرابلس مقومات اقتصادية كبيرة وعلينا الاستفادة منها، وذلك بعد استكمال تشكيل مجالس الإدارة والتعيينات الإدارية.

الأهم هو ضبط الفلتان الأمني بكل ما للكلمة من معنى ورفع الغطاء عن أي مُرتكب، كما أنه على القضاء أن يُسرّع في موضوع المُحاكمات. هذه الأمور بشكل عام بحثنا بها وأكرر وأقول إن الإجتماع كان إيجابياً جداً، وأتمنى أن يُثمر وتوجد هناك متابعة في المرحلة القصيرة عبر "فاعليات طرابلس" ومن ثم ستكون عبر اجتماع آخر سيعقد قريباً في طرابلس لمن حضر اليوم وللنواب الذين تغيبوا بعذر بسبب السفر.

ورداً على سؤال، قال: "لم ندعُ رئيس الحكومة نواف سلام فالإجتماع هو عادي وطرابلس هي مدينة الرئيس سلام ويمكنه أن يزورها متى شاء وأهلاً وسهلاً به، ولا يجب وضع الأمر في أي مكانٍ آخر. الإجتماع عادي وفكرته خرج بها الرئيس فؤاد السنيورة وبحثناها مع الرئيس تمام سلام ورأينا أنه في ظل الظرف الصعب الذي تمرُّ به المنطقة والإقليم ككل، أن نبدأ بعقد هكذا اجتماعات لنُظهر وحدة الموقف بين اللبنانيين".

وعن إقرار الحكومة للموازنة بمرسوم، قال ميقاتي: "الحكومة تقول إنها لا تريد أن تقوم بصرف سلف خزينة، كما أنها لا تستطيع أن تصرف المال على القاعدة الإثني عشرية، لأن هناك أموراً كثيرة طرأت هذا العام وزادت من موضوع الصرف، وبالتالي، فإنه من الطبيعي أن تُقر الموازنة بمرسوم ومن ثم تجرى التعديلات اللازمة مثلما حصل يوم أمس، عبر إرسال الحكومة مشروع قانون إلى مجلس النواب لتخفيض بعض الرسوم التي كانت مطلوبة في الموازنة. أعتقد أن هذا الأمر طبيعي لتسيير أمور الدولة في هذا الوقت الحاضر وهذا موقف حكيم".

وعن التعيينات الجديدة، قال ميقاتي: "في هذا الموضوع، فإنه ستؤخذ بعين الإعتبار مُختلف المناطق اللبنانية، ولكن يوم أمس تمت التعيينات الأمنية وبحسب التدرج الأمني حصل ما حصل. لا أعتقد أن طرابلس والشمال مُستهدفان بإقصائهما عن هذه المراكز. التعيينات حصلت بحسب الأقدمية والحضور العسكري. هناك تعيينات قريبة ستحصل لا سيما على صعيد مجالس الإدارة وستكون جميعها شمالية وطرابلسية، وأيضاً على صعيد بعض المراكز الإدارية والأساسية في الإدارة اللبنانية".

وعن الإنتخابات البلدية قال: "الإنتخابات المُشار إليها هي إنتخابات إنمائية بحتة وسيكون لي الموقف المناسب عند إعلان هذا الموضوع".

الرئيس السنيورة

بدوره، تحدث الرئيس فؤاد السنيورة فقال: "أريد أن أثني على هذه المبادرة وعلى هذه الفرصة الطيبة من أجل التلاقي، وكذلك أيضاً التحاور في قضايا تهم كل الوطن وتهم أيضاً منطقة طرابلس والشمال وتهم أيضاً جوارنا السوري".

وأضاف: "هذه القضايا تحتاج إلى موقف واضح وصريح ومُحب، ويجب أن نجد حلولاً للمسائل المطروحة بعد الأحداث الدموية التي حصلت في سوريا والتي نتج منها نزوح إلى لبنان".

وتابع: "يجب التأكيد أيضاً على أهمية الخطوات التي تقوم بها الحكومة السورية الجديدة من أجل احتضان كافة فئات المجتمع السوري وبالتالي الحؤول دون المزيد من النزوح. أيضاً، يجب معالجة المشكلات التي نتجت بسبب هذه الأحداث الدامية، وكل من ارتكب أي جُرم بهذا الشأن يجب أن ينال عقابه".

وقال: "نثني على الدور الذي تقوم به الدولة السورية من أجل الحفاظ على سلامة التراب السوري، ويجب أن تكون السلطة في سوريا تابعة للسلطة المركزية في دمشق. إن تأكيدنا على وحدة سوريا هو تأكيد على العلاقة القويمة التي يجب أن تكون بين لبنان وسوريا، وأعتقد أنَّ هذه فرصة كبرى من بعد المأساة التي حصلت وبالتالي يجب تحويلها إلى فرصة حقيقية للبنان من أجل بناء علاقات قويمة وسليمة وندية ما بين لبنان وسوريا، قائمة على الإحترام المتبادل ما بين الدولتين".

وتابع: "نحن وسوريا جيران وأشقاء ولدينا مصالح مشتركة، وسوريا هي مدخلنا الوحيد البري إلى العالم العربي".

وأكمل: "المناسبة هي لبحث قضايا تتعلق بالنهوض بمنطقة طرابلس والشمال وهذا أمرٌ في غاية الأهمية. يجب أن يكون هناك عمل مشترك، الدولة التي عليها أن توفر المناخات الحقيقية والصحيّة والمؤاتية لاستنهاض الوضع الإقتصادي في منطقة طرابلس والشمال. هناك مشاريع بحاجة إلى تحريك بحاجة إلى تأليف مجالس إدارة وغيرها ولكن أيضاً هناك دور ينبغي أن يقوم به القطاع الخاص".

وقال: "جميعنا نعلم وضع الدولة وماليّتها، وعلينا أن نحول الإمكانات الكامنة لدى طرابلس والشمال إلى أعمال تنفيذية، وأعتقد أن هناك فرصة لهذا الزواج الشرعي الصحيح بين الدولة والقطاع الخاص في لبنان من أجل استنهاض الوضع الاقتصادي في طرابلس والشمال وفي كل لبنان".

وختم: "هذه المرحلة شديدة الأهمية وعلينا أن نحوّل هذه الأزمات التي تعصف بنا إلى فرص مستجدة وأعتقد أن هناك إمكانية للقيام بذلك".

إعلان طرابلس

وقد صدر عن المجتمعين البيان الآتي: بنتيجة الأحداث الدامية التي شهدتها مناطق الساحل السوري مؤخراً، وما نجم عنها من نزوح إلى لبنان، وانعكاسات وتوترات عابرة في مدينة طرابلس وشمالي لبنان، تداعى أصحاب الدولة والمعالي والسعادة والسيادة والسماحة والفضيلة، إلى اجتماع في دارة الرئيس نجيب ميقاتي في مدينة طرابلس، للبحث في مخاطر وأبعاد ما جرى في منطقة الساحل السوري وتداعياته على منطقة الشمال اللبناني ومناطق أخرى من لبنان.

ونتيجة التداول أصدر المجتمعون البيان الآتي نصه:

أولاً: يستنكر المجتمعون ويدينون أشدّ الإدانة الأحداث الدامية التي شهدتها مناطق وقرى الساحل السوري، وما أدت إليه من تجاوزات يجب ضبطها فوراً.

ثانياً: يثني المجتمعون على توجّهات الحكومة السورية وإجراءاتها، مع التشديد على جمع واحتضان مختلف مكونات سوريا الوطنية، والحفاظ على وحدة وكامل التراب السوري، والعمل على استتباب الأمن وإحلال الأمان وبسط سلطة الدولة السورية الحصرية والكاملة على كل أراضيها ومرافقها. كما يثمّنون إعلان الحكومة السورية العمل على إنجاز التحقيق المستقل في ما جرى ومحاسبة المسؤولين والمتورطين في أعمال قتل المدنيين الأبرياء والعزّل، واتخاذ الإجراءات الصارمة لمنع هكذا أعمال إجرامية مشينة وحماية المدنيين من كل أطياف الشعب السوري وتوجهاته، وتسهيل عودة النازحين، بعد أن سقط مفهوم اللجوء المعرّف بإعلان جنيف. فاللاجئ هو الذي لا يرغب أو لا يستطيع العودة الى بلاده، وهذا يعني أنه لم يعد في لبنان لاجئون بحسب المفهوم الدولي.

ثالثاً: يتوجه المجتمعون من مدينة طرابلس، مدينة العلم والعلماء، ومدينة الوطنية الحقة والعروبة الأصيلة والعيش المشترك والواحد، والتي سبق أن عانت من أحداث مؤسفة وظلم وتهميش في مراحل متعددة من تاريخها الحديث، وانطلاقاً من التجربة اللبنانية المريرة في الإقتتال والتناحر الداخلي المؤسف الذي سبق وعانى منه لبنان، يتوجهون إلى الأشقاء السوريين، وكذلك الى جميع اللبنانيين منبّهين ومحذّرين من مغبة وخطورة التورّط من جديد في مواجهات أهلية عنفيّة، لأنّ التجارب أثبتت أنّ العنف واستخدام السلاح في داخل الوطن، لا يؤدي إلا إلى إشعال نيران الأحقاد واستدراج الثأر والثأر المضاد، مما يؤدي إلى الوقوع في الفخ الذي تنصبه وتعمل عليه إسرائيل، وهي التي تستمر في اعتداءاتها واحتلالها لمناطق في لبنان.

ولا بد أيضاً من العمل على تعزيز ثقافة المغفرة والمصالحة وعدم الإنتقام. فالإنتقام لا يولّد إلا الإنتقام والفوضى والأحقاد.

رابعاً: يدعو المجتمعون الدولة اللبنانية الى التواصل مع الهيئات والمنظمات الدولية المعنية الى متابعة الأوضاع المستجدة في مناطق شمال لبنان الحدودية بفعل التدفق المستجد للنازحين السوريين بسبب الأحداث الجارية في سوريا. فهذه المشكلة تشكل ضغطاً إضافياً على لبنان يضاف الى الضغوط المستمرة في ملف النزوح السوري منذ سنوات. كما نطالب بالتنسيق بين المفوضية وسائر المنظمات الدولية المعنية مع الحكومة اللبنانية عبر أجهزتها المختصة لحل هذه المعضلة، وضبط المعابر، وتأهيل المعابر الشرعية، لأنه لا يجوز أن يبقى هذا الملف ورقة تضغط على الواقع اللبناني، في وقت لم تعد للبنان القدرة المالية والخدماتية والسياسية على تحمل تداعيات هذا الملف. كما أن الأولوية في هذه المرحلة يجب أن تكون لتمكين الإغاثة الطارئة وإعادة النازحين السوريين تباعاً إلى بلادهم بعد استقرار الأوضاع في العديد من المناطق السورية.

خامساً: يرى المجتمعون، مع بدء مسيرة التعافي في لبنان، والتي انطلقت مع انتخاب رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون وتأليف حكومة الإصلاح والإنقاذ الجديدة برئاسة الدكتور نواف سلام، وجوب تضافر جهود جميع اللبنانيين وتضامنهم وتآخيهم، وتعزيز وحدتهم الداخلية، وبالتالي التنبّه للمؤامرات المحاكة والفتن المدبرة، وذلك بالتمسك بسيادة الدولة اللبنانية وسلطتها الواحدة والحصرية على كامل أراضيها ومرافقها، والإحترام الكامل للدستور ولحسن واستكمال تطبيق اتفاق الطائف، والتمسك بحكم القانون والنظام، والإحترام الكامل لقرارات الشرعيتين العربية والدولية ذات الصلة.

وشدد المجتمعون على رفض محاولات العدو الإسرائيلي فرض التطبيع مع لبنان، وكذلك فرض أمر واقع عبر استمرار احتلال بعض المناطق. كما طالبوا الدول التي رعت تفاهم وقف إطلاق النار الى الضغط على العدو الإسرائيلي للإنسحاب من كل المناطق التي لا يزال يحتلها ووقف خروقاته المستمرة للسيادة اللبنانية.

سادساً: إن شمال لبنان ومدينة طرابلس، وهي العاصمة الثانية للبنان لا يزالان يعانيان الكثير من المشكلات المتراكمة التي تحتاج إلى معالجة مستمرة، ولا سيما على الصعيد الأمني لضبط الفلتان الحاصل واتخاذ كل الإجراءات الأمنية الوقائية، وهما ينتظران من الحكومة الجديدة الإهتمام بهما. ومن ذلك، العمل على إقرار قانون اللامركزية الإدارية وإحياء وتنفيذ المشاريع المقرّة والأخرى الضرورية لتعزيز الأوضاع الإقتصادية، وملء الفراغ في المؤسسات الرسمية ومعالجة الشغور القضائي، بما يسهم في معالجة الأوضاع الأمنية وانتعاش الحركة الإقتصادية التي تحتاجها مدينة طرابلس ومنطقة شمال لبنان.

عاشت مدينة طرابلس، عاشت منطقة الشمال، عاش لبنان..

الرئيس ميقاتي: ما يجمع لبنان وسوريا من روابط وعلاقات وطيدة هو الأساس الذي يحكم طبيعة التعاون بين البلدين

أكد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي "أن ما يجمع لبنان وسوريا من روابط تاريخية وحسن جوار وعلاقات وطيدة ندّية بين الشعبين هو الأساس الذي يحكم طبيعة التعاون القائم أو المطلوب بين البلدين على الصعد كافة".

وشدد على "أنه بات ملحاً اليوم، لمصلحة البلدين معاً، معالجة ملف النازحين السوريين في لبنان، خصوصاً وأن هذا الملف يضغط منذ سنوات بشكل كبير على لبنان برمته".

وأشار الى "ضرورة تعزيز الإجراءات المتبادلة والمشتركة على الحدود لحماية أمن البلدين وسيادتهما ومنع أي أعمال تسيء إليهما وإلى أمنهما واستقرارهما".

وشدد على "أن هناك أموراً على الحدود يجب ضبطها بشكل كامل وخاصة في النقاط الحدودية غير الشرعية لوقف أي عمليات تهريب بين لبنان وسوريا، وسنتعاون في هذا الصدد من دون أن يعني ذلك أننا لن نتابع موضوع الترسيم الحدودي، وستكون هناك لجنة مشتركة لبنانية- سورية للقيام بعملية ترسيم الحدود".

بدوره قال قائد الإدارة الجديدة في سوريا أحمد الشرع" نرجو من الشعب اللبناني أن يصرف عن نفسه ذهنية العلاقة السورية السابقة في لبنان وما تبعها من علاقات سلبية أدت الى ضرر على مستوى الشعبين اللبناني والسوري، ونعطي فرصة لأنفسنا وللشعبين اللبناني والسوري أيضاً، لأن نبني علاقة إيجابية مبنية على احترام الدولتين وعلى سيادة لبنان وسوريا".

وشدد على "أن سوريا ستقف على مسافة واحدة من الجميع في لبنان ونحن نحاول أن نعالج كل المشكلات والتفاصيل من خلال التشاور والحوار".

وأكد "أن الأولوية في الوقت الحاضر في سوريا هي للوضع الداخلي وحالة الأمن وحصر السلاح بيد الدولة ومن ثم طمأنة الدول المجاورة".

وكان رئيس الحكومة زار سوريا اليوم على رأس وفد حيث أجرى محادثات مع قائد الإدارة الجديدة في سوريا أحمد الشرع في قصر الشعب في دمشق.
وعقد الرئيس ميقاتي والسيد الشرع خلوة تلت محادثات موسّعة شارك فيها عن الجانب اللبناني وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب، المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء إلياس البيسري، مدير المخابرات في الجيش العميد طوني قهوجي، ونائب المدير العام لأمن الدولة العميد حسن شقير.

كما شارك  عن الجانب السوري وزير الخارجية أسعد شيباني ورئيس الإستخبارات أنس خطاب ومدير مكتب الشرع علي كده.

وقد استكملت المباحثات الى مأدبة غداء أقامها الشرع تكريماً للرئيس ميقاتي والوفد المرافق.

مؤتمر صحافي

وعقد الرئيس ميقاتي والسيد الشرع مؤتمراً صحافياً مشتركاً في ختام المحادثات، فقال السيد الشرع: "بداية نرحب بدولة الرئيس نجيب ميقاتي في دمشق، ونبارك كذلك لفخامة الرئيس جوزيف عون على تسلمه الرئاسة حديثاً، ونسأل الله له التوفيق في الأيام المقبلة. تحدثنا مع دولة الرئيس عن مسائل متعددة تحكم العلاقة بين سوريا ولبنان وتؤسس لمرحلة جديدة من تاريخ العلاقة بين سوريا ولبنان. ونرجو من الشعب اللبناني أن يصرف عن نفسه ذهنية العلاقة السورية السابقة في لبنان وما تبعها من علاقات سلبية أدت الى ضرر على مستوى الشعبين اللبناني والسوري، ونعطي فرصة لأنفسنا وللشعبين اللبناني والسوري أيضاً، لأن نبني علاقة إيجابية مبنية على احترام الدولتين وعلى سيادة لبنان وسوريا إن شاء الله ستقف على مسافة واحدة من الجميع هناك ونحاول أن نعالج كل المشكلات والتفاصيل من خلال التشاور والحوار.

تحدثنا ودولة الرئيس عن النمو الإقتصادي المرتقب الذي ينبغي أن يكون في دمشق وأثر ذلك على لبنان في الأيام المقبلة. كما تحدثنا عن بعض المشاكل العالقة على الحدود اللبنانية مثل مسائل التهريب والودائع السورية في البنوك اللبنانية أيضاً واتفقنا على أن تكون هناك لجان مختصة لكي تقوم بدراسة هذا الوضع بشكل مفصل. كما نجدد الترحيب بدولة الرئيس والوفد  المرافق".

الرئيس ميقاتي

وقال الرئيس ميقاتي: "سعدت جداً اليوم أنا والوفد المرافق بزيارة دمشق، هذه المدينة العريقة حيث عقدنا اجتماعاً مع قائد الإدارة السورية الجديدة السيد أحمد الشرع، وبحثنا مطولاً العلاقات بين بلدينا والتحديات الراهنة التي تواجه المنطقة.

بداية عبّرنا للسيد الشرع عن تمنياتنا لسوريا وشعبها بالسلام والإستقرار بعد سنوات شهدت حروباً طويلة  وتمنينا أن تحمل المرحلة المقبلة كل ما يتطلع إليه الشعب السوري الشقيق.

وأكدنا أن ما يجمع بلدينا من روابط تاريخية وحسن جوار وعلاقات وطيدة ندّية بين الشعبين هو الأساس الذي يحكم طبيعة التعاون القائم أو المطلوب بين البلدين على الصعد كافة.

إن سوريا هي البوابة الطبيعية للبنان الى العالم العربي، وطالما هي بخير فإن لبنان بخير. ومن واجبنا أن نفعّل هذه العلاقات على قاعدة الإحترام المتبادل والندّية والسيادة الوطنية لكلا البلدين، والعمل على منع أي عمل يسيء إلى هذه العلاقة أو يهدد أمن البلدين وسيادتهما المطلقة على أراضيهما.

أن لبنان يحتضن منذ سنوات أعداداً كبيرة من الإخوة السوريين الذين لجأوا إليه في زمن الحرب والإقتتال، وبات ملحاً اليوم، لمصلحة البلدين معاً، معالجة هذا الملف سريعاً، وعودة النازحين الى سوريا، التي بدأت والحمد لله تستعيد عافيتها، بما يحفظ كرامتهم في وطنهم، خصوصاً وأن هذا الملف يضغط منذ سنوات بشكل كبير على لبنان برمته. وقد لمست لدى السيد الشرع كل تفهّم لهذا الواقع واستعداد لمعالجة هذا الملف بشكل حاسم، وترحيبه بعودة كل مواطن سوري إلى وطنه.

كذلك تطرقنا الى الوضع على الحدود البرية بين البلدين وضرورة تعزيز الإجراءات المتبادلة والمشتركة أيضاً لحماية أمن البلدين وسيادتهما ومنع أي أعمال تسيء إليهما وألى أمنهما واستقرارها.

إننا نعتبر هذه الزيارة فاتحة خير، وأقول بصراحة بما لمسته من السيد الشرع وما يملكه من رؤية لإدارة سوريا أولاً، وكيف يمكن أن تكون العلاقة وديّة وندية بين لبنان وسوريا، فأنا أخرج من هذا الإجتماع مرتاحاً بإذن الله لوضع سوريا ولوضع العلاقات اللبنانية- السورية".

أسئلة وأجوبة

ورداً على سؤال عن موضوع الحدود بين لبنان وسوريا قال السيد الشرع: تحدث دولة الرئيس عن الموضوع خلال الإجتماع، ونحن لم يمر علينا سوى شهر وبضعة أيام. هناك الكثير من الأمور العالقة في سوريا والملفات المحيطة بها والتي تحتاج الى وقت كاف للبدء بمعالجتها. الأولوية في الوقت الحاضر في سوريا هي للوضع الداخلي وحالة الأمن وحصر السلاح بيد الدولة ومن ثم طمأنة الدول المجاورة. لا زلنا في اللقاء الأول ونأمل أن نلتقي دائماً بإذنه تعالى. هناك الكثير من المواضيع التي يجب أن تبحث في الأيام المقبلة وعلى  رأس أولوياتها موضوع الحدود.

وقال الرئيس ميقاتي: "كما تفضل وقال السيد الشرع، على سلم الأولويات ترسيم الحدود البرية والبحرية بين لبنان وسوريا، ولكنه أيضاً استطرد وقال أن هذا يمكن أن يأخذ بعض الوقت ولا يجب أن نربط الأمور ببعضها البعض هناك أمور على الحدود يجب ضبطها بشكل كامل، وخاصة في النقاط الحدودية غير الشرعية لوقف أي عمليات تهريب بين لبنان وسوريا، وسنتعاون في هذا الصدد من دون أن يعني ذلك أننا لن نتابع موضوع ترسيم الحدود، ستكون هناك لجنة مشتركة لبنانية- سورية للقيام بعملية ترسيم الحدود".

ورداً على سؤال قال الشرع: "نحن نبني العلاقات بين لبنان وسوريا على أساس الأخوّة التي بيننا. ليس هناك فرق كبير بين الشعبين اللبناني والسوري ونحن نسعى إلى أن تزداد الأواصر الإجتماعية بيننا، لا الى أن تنقص، وأي عوائق حدودية تكون بيننا يجب أن تلغى في المستقبل، ولكن هذا شأن تفصيلي عند المسؤولين عن الجمارك. لو عاد الأمر لي لفتحت الحدود بشكل كامل ولما بقي شيء بيننا وبين لبنان يفرّقنا على الإطلاق.

سئل الشرع عن العلاقة مع رئيس الجمهورية جوزاف عون قال: "في موضوع الرئيس جوزاف عون فقد ذكرنا في السابق أننا ندعمه رغم أننا لا نعرفه وليس بيننا علاقات. ولكننا رأينا أن هناك شبه توافق عليه في لبنان، ونحن ندعم خيارات التوافق اللبناني على أي صعيد كان. قلنا رأينا في ذلك الوقت ولم نكن نتحدث لا مع الرئيس جوزاف عون ولا كان هناك تواصل بيننا وبين دولة الرئيس ميقاتي.

أعتقد أنه ستكون هناك علاقات استراتيجية طويلة الأمد، وبيننا وبين لبنان مصالح مشتركة كبيرة جداً. إننا نتطلع الى وجود حالة مستقرة في لبنان بوجود فخامة الرئيس جوزاف عون أو دولة الرئيس في حال أعيد تكليفه مجدداً ونأمل ذلك إن شاء الله. وستكون هناك علاقة استراتيجية طويلة الأمد بيننا وبين لبنان تبنى على قواعد صحيحة وسليمة، إن شاء الله".

وعن ملف مزارع شبعا قال: من المبكر الحديث عن كل التفاصيل. هناك مشاكل كثيرة في الواقع السوري ولا نستطيع حلها دفعة واحدة، بل نحتاج الى تجزئتها والبحث عن حلول هادئة لكل مشكلة. لا نستطيع خلال شهر أن نعالج مشاكل عالقة من عشرات السنين.

وعقّب الرئيس ميقاتي بالقول: "هذا الملف جزء من موضوع ترسيم الحدود".

وعن المفقودين اللبنانيين في سوريا والصحافي الأميركي أوستن تايس في ضوء طلب والدته من رئيس الحكومة فتح هذا الملف قال الرئيس ميقاتي: "بحثنا في هذا الموضوع والجانب السوري يقوم بدوره كاملاً في إنشاء هيئة خاصة للأمور الجنائية والبحث عن كل المفقودين مع اللوائح، ونحن سنزود الإدارة السورية الجديدة باللوائح الكاملة بأسماء المفقودين، وربما تكون هناك حاجة للقيام بفحوصات جنائية وفحوصات الحمض النووي. أما بشأن السؤال عن الصحافي الأميركي المفقود فهم بكل اهتمام يتابعون هذا الموضوع للعثور عليه بإذن الله حياً".

وفي ختام المؤتمر الصحافي ودّع السيد الشرع رئيس الحكومة عند مدخل قصر الشعب، كما كان استقبله في بداية الزيارة.

وعصراً عاد رئيس الحكومة الى بيروت.

7 الصور
إطبع


الرئيس ميقاتي رعى افتتاح مصنع تجميع وإنتاج الأجهزة الإلكترونية في الجامعة اللبنانية في الفنار
الخميس، ١١ تموز، ٢٠٢٤

رعى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي حفل افتتاح مصنع تجميع وإنتاج أجهزة الكترونية، في الجامعة اللبنانية - مجمع بيار الجميل - الفنار، بدعوة من رئيس الجامعة الدكتور بسام بدران وفي حضور وزراء: الصناعة جورج بوشيكيان، التربية والتعليم العالي عباس الحلبي، الإعلام زياد المكاري والشباب والرياضة جورج كلاس، ممثل رئيس مجموعة طلال أبو غزالة العالمية الدكتور طلال أبو غزالة برهان الأشقر، مديرة المصنع الدكتورة منال خاطر ونواب حاليين وسابقين وشخصيات صناعية واقتصادية وأكاديمية وحشد من أساتذة الجامعة وموظفيها والطلاب. وقد قدمت الحفل الإعلامية ربى حمية.

بدران

افتتاحاً النشيد الوطني فنشيد الجامعة اللبنانية، ثم ألقى بدران كلمة قال فيها: "يسعدني أن نلتقي اليوم لمناسبة حدث استثنائي في تاريخ الجامعة. ما ندشن الآن يتجاوز مجرد الإنطلاق بتعاون ناجح مع مؤسسة ناجحة. نحن نفتتح عهداً جديدا تتحول فيه الجامعة اللبنانية إلى جامعة تدريسية بحثية منتجة من خلال دخولها ميدان التصنيع بقوة وتصميم. ننطلق مرتكزين على قواعد واقعية تتمثل بثقتنا بإمكانات وكفاءات وكوادر الجامعة من أساتذة وباحثين وطلاب متفوقين".

أضاف: "إذا كان لنا أن نصف هذا اللقاء اليوم في مجمع بيار الجميل الجامعي، فإن حضوركم يشكل لقاءً وطنياً جامعاً بامتياز في جامعة الوطن "الجامعة اللبنانية". إنه يوم استثنائي يسجل في التاريخ المشرق للبنان وللجامعة اللبنانية، التي استعادت تألقها وحيويتها العلمية والأكاديمية بفضل هيئاتها الأكاديمية والإدارية، التي تتحمل في قلبها وعقلها قيم التضحية والوفاء، والتي حافظت على المراكز ال 68 الموزعة على مساحة الوطن بين كليات وفروع ومعاهد وشعب ومراكز".

وتابع: "مع هؤلاء، استطعنا أن نقود السفينة إلى بر الأمان رغم العواصف التي اعترضتنا، من جائحة كورونا إلى الإنهيار المالي الذي قلص موازنة الجامعة من 240 مليون دولار إلى أقل من عشرة ملايين، قبل أن تحصل على الموازنة الكاملة هذا العام، إضافة إلى هجرة بعض الكفاءات التي نأمل أن نستعيدها في أقرب وقت. هذا العبور الآمن، ما كان ليتم لولا دعمكم دولة الرئيس، وحرصكم وإيمانكم بأهمية الجامعة اللبنانية وثقتكم بدورها الوطني الرائد. وأشير بالمناسبة إلى العديد من الإنجازات التي حققتها حكومات الرئيس ميقاتي منذ السلسلة الشهيرة عام 2011، مروراً بتفرّغ 1213 أستاذاً عام 2014 والتي دفعت بالعديد من الأساتذة لترك الجامعات التي عملوا بها في الخارج، وعادوا إلى رحاب جامعتهم الأم وصولاً إلى اليوم، مع الملاك والدعم المالي للجامعة ولصندوق تعاضد أساتذتها وغير ذلك الكثير، ونحن نأمل الكثير منه بعد".

وقال: "هذا الدعم الذي تتشاركونه مع دولة رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري. فشكراً من القلب، والشكر موصول لمن يجب أن نناديه بـ"صديق الجامعة" معالي وزير التربية، الشريك في كل إنجازاتها والميسّر لكل طلباتها واحتياجاتها. هذه الحاضنة الإستثنائية للجامعة اللبنانية، إضافة إلى الجهود والتضحيات المخلصة لكل العاملين على اختلاف مسمياتهم، أوصلتها إلى أن تكون اليوم بحسب تصنيفات QS العالمية للعام 2025: الأولى في السمعة الأكاديمية في لبنان، والأولى في السمعة المهنية لخريجيها في لبنان. وقد تقدمت خلال السنوات الثلاث الماضية 200 نقطة على الكثير من الجامعات العالمية الراقية، وحتى على جامعات العدو الإسرائيلي".

وأردف: "لأن نشيد الجامعة يبدأ بعبارة "إلى العلا دعوتنا..."، ولأننا مصرون على التطور والتقدم والتميز، نعلن اليوم أننا الجامعة الأولى في المنطقة التي تدخل في مجال الصناعات الإلكترونية، وتفتح مصنعها الخاص داخل الحرم الجامعي، والفضل في هذا المشروع يعود إلى أحد أبرز الشخصيات العالمية في مجالات التنمية الإقتصادية، وصاحب الحس التاريخي والرؤية المستقبلية لنهضة المنطقة العربية، في سياق عالم ناشئ قائم على المعرفة. إنه الفلسطيني، العربي، اللبناني الدكتور طلال أبو غزالة، الحاضر بيننا اليوم، وهو القائل "أنا مكتوب عليّ، صنع في لبنان". واليوم، ومع سعادة الدكتور أبو غزالة نطلق مشروعنا المشترك "صنع في الجامعة اللبنانية".

وتابع: "نعم معالي وزير الصناعة الأستاذ جورج بوشكيان، صنع في الجامعة اللبنانية أصبح حقيقة، بفضل ما قدّمتموه من تسهيلات لكي نصل إلى هذا اليوم، فشكراً أيضاً من القلب، والشكر موصول للهيئات القضائية التي سهّلت تطويع النصوص القانونية لجعل هذه الشراكة ممكنة قانونياً".

وأكد بدران "أن إعلان الخطة الإستراتيجية 2024 – 2028 التي تتضمن التحول إلى جامعة تدريسية بحثية منتجة، أصبح واقعاً مع تعزيز المراكز الصحية والعيادات والفحوصات المخبرية وطبابة الأسنان، وصولاً إلى افتتاح مصنع الإلكترونيات اليوم"، وقال: "صحيح أن الجامعة في هذه الخطة تعمل على تنويع مصادر موازنتها، لكننا اليوم وفي افتتاح هذا المصنع لا نقف عند حدود المردود المالي. ما يحصل اليوم هو أهم بكثير، فنحن نقوم بنقل التكنولوجيا، ونعزز المهارات المهنية والبحثية لطلابنا ونشجع الإبتكار".

وختم: "يقول أبو الطيب المتنبي "على قدر أهل العزم تأتي العزائم وتأتي على قدر الكرام المكارم". إن نجاحنا اليوم ما كان ليصل إلى خواتيمه السعيدة دون دعم رجل العزم دولة الرئيس نجيب ميقاتي، ودون مكرمة مجلس الوزراء مجتمعاً، وأخص هنا معالي وزير التربية القاضي عباس الحلبي، ودائماً وأبداً بدعم ونباهة دولة الرئيس نبيه بري، وجميع الغيورين على جامعة الوطن. فالنجاح لا يتحقق بالأمنيات، بل الإرادة هي من تصنع المعجزات، والإبداع ليس مصادفة، بل هو ثمرة الإلتزام بالتميز والتخطيط السليم والجهود المركزة. إن هذا النجاح هو عربون وفاء لأهل الجامعة اللبنانية بثالوثها المقدس: أساتذة، موظفين وطلاب. عهدنا إليكم أن تكون هذه المحطة المضيئة البداية في رحلة التطوير والتألق بجامعتنا إلى العلا. أخيراً أود أن أشكر كل الجنود المجهولين الذين عملوا على إنجاز هذا المشروع وأعدكم، دولة الرئيس أن تكون الجامعة اللبنانية أول مؤسسة عامة تبدأ عملية التحول الرقمي الكامل في القريب العاجل، لأننا ننشد العلا".

أبو غزالة

واعتذر الأشقر عن عدم حضور الدكتور أبوغزالة "بسبب تعرضه لحادثة، وهو الآن يخضع للعلاج في المستشفى وحالته جيدة. وندعو الله له بالشفاء العاجل، وأن يكون بين أهله في لبنان في أقرب وقت إن شاء الله".

وقال: "كم كان يتمنى أن يكون بيننا اليوم في هذا الحدث الكبير وهذا الجمع العظيم، لينقل لكم رسائل فخر واعتزاز كان يودّ سعادته الحديث عنها في كلمته اليوم، التي أوجزها في عبارات موسومة بالشكر والعرفان للبنان، هذا البلد الذي احتضنه لاجئاً عام 1948 وهو في العاشرة من عمره في جنوب لبنان في بلدة الغازية التي يعتبرها عاصمة العالم. ويسأل الله أن يساعده على رد الجميل".

وألقى الأشقر كلمة أبو غزالة، مستهلاً بالقول: "أقدم نفسي لكم مواطناً عربياً صنع في لبنان"، فشكراّ لبنان لاستضافتي وتعليمي وتثقيفي وبنائي. لقد انطلقت منه الى العالم، وأعود اليوم دون انقطاع بعد نصف قرن لأعلن عن إقامة مصنع الأجهزة الالكترونية ... الكومبيوتر والتابليت والهاتف الذكي".

أضاف: "هذا المصنع هو شراكة مع لبنان ممثلاً بالجامعة اللبنانية، وأقدم هذا المصنع وتمويله هدية الى لبنان الحبيب بهدف التعبير عن فضل لبنان الذي صنعني".

بوشكيان

وعبّر وزير الصناعة عن "فخره وسعادته بالمشاركة في افتتاح أوّل مصنع تجميع وإنتاج للأجهزة الإلكترونية في الجامعة اللبنانية، في مبادرة جريئة وخطوة طموحة ورؤية مستقبلية وواعدة، تصبّ في تحقيق التكامل الحقيقي والشراكة الفعليّة بين حلقة الانتاج والتعليم الأكاديمي والطلاب والقطاع الخاص".

وقال: "هذا المشروع فريد في الجامعات اللبنانية التي لم تصل بعد إلى هذه المرحلة من استخدام مختبراتها وقدرات جسمها البشري، سواء الأساتذة أو الطلاب، لتشغيل مصنع مجهّز بالكامل للتصميم وإنتاج الأجهزة الإلكترونية المطلوبة بقوّة في الأسواق المحلية والخارجية".

وتابع: "تأسّس هذا المصنع نتيجة تعاون وتكافل بين الجامعة اللبنانية التي قدّمت المكان والمختبرات واليد العاملة التي هي في الحقيقة طلابها بإشراف الدكاترة، وبين مجموعة طلال أبو غزالة العالمية".

أضاف: "هنيئاً للبنان بهذا الإنجاز الكبير الذي سيموّل ذاته بذاته ويحقّق الأرباح، ويرفع اسم الجامعة عالياً، كما يعلي شأن مجموعة أبو غزالة ويضيء مسيرتها وإنجازاتها أكثر فأكثر".

وأردف: "إذا عدنا بالتاريخ بعض الشيء الى مرحلة تأسيس الجامعة اللبنانية والى انطلاقة الدكتور أبو غزالة، فنرى أنّهما يتشاركان التصميم ذاته والإرادة الصلبة والثبات الحقّ في جعل الجامعة والمجموعة ركنين أساسيّين ملهِمَين للنهضة والنمو والتقدّم والإزدهار والعلم والرفاهية والإبداع والإبتكار".

وقال: "لمّا اطّلعت على المشروع، عرضت المساعدة كوزير للصناعة، وعملت على قوننة المصنع، ورحّبت جدّا وهنّأت أصحابَه على الفكرة الإبداعية. ولقد عملنا معاً، ودفعنا باتّجاه تحقيق هذا المصنع الرائد الذي يعزّز التكنولوجيا والصناعات الإلكترونية الحديثة والمتطوّرة في لبنان، والتي تنساب بسهولة في الأسواق، وتلبّي المعايير الأكثر تطلّباً من حيث الجودة ومحاكاة التقنيات بخبرات ومهارات عالية".

وأشار إلى أن "المشروع سوف يتماشى مع تسجيل الحكومة برعاية الرئيس ميقاتي إنجازَ تحويل المعاملات الإدارية الورقية الى إلكترونية، وذلك باعتماد الـ e-government، بعد جهود استمرت منذ العام ٢٠٠٢ على هذا الصعيد".

الحلبي

من جهته، قال وزير التربية: "لا أبالغ إذا قلت إن هذا اليوم هو تاريخي في الجامعة اللبنانية. اليوم هو بالتأكيد ليس عادياً، فكيف لا وهو ينقل الجامعة إلى مرحلة جديدة ويحوّلها إلى مؤسسة جامعية منتجة ويرفع من جودتها الأكاديمية والعلمية ويضعها في مصاف الجامعات التي تجمع بين العلم والتكنولوجيا. وفي هذه المناسبة التي أعتبرها مجيدة مع افتتاح مصنع تجميع وإنتاج أجهزة الكترونية بدعم من مؤسسة طلال أبو غزالة للتقنية، وبرعاية مباشرة من دولة رئيس مجلس الوزراء الأستاذ نجيب ميقاتي، فالدكتور طلال، وقد منحته في الأمس الجامعة اللبنانية الدكتوراه الفخرية، هو يؤكد في كل مناسبة حبه للبنان، واليوم انطلاقاً من الدور الذي يضطلع به ومشروعه الدائم للنهوض عربياً، فإننا ننتقل بجامعتنا إلى الانتاج مع بدء وصول الأجهزة وقطع الغيار والآلات ولننطلق بثبات نحو آفاق جديدة".


أضاف: "في هذه المناسبة لا نكتفي بتقديم الشكر لطلال أبو غزالة، فهو الرجل صاحب الرسالة الإنسانية الذي يعطي ويمنح، ويحمل على كتفيه همّ النهوض وتطوير المجتمعات العربية ونقلها إلى مصاف الحداثة ومواكبة التكنولوجيا الرقمية في العالم، وهو الذي منح جامعتنا الوطنية وسام التصنيع الإلكتروني وإنتاج الأجهزة الذي نحتفل بافتتاح مصنعه هنا في مجمع بيار الجميل الجامعي في الفنار، هذا الصرح الأكاديمي الذي بات عريقاً بين المجمعات الجامعية، إيماناً منه بالجامعة وبكفاءاتها وجودتها الأكاديمية، وهي ستكون على قدر الثقة بتأكيد قدرتها على طرق أبواب العالمية".

وتابع: "قبل سنة بالتمام والكمال وُقعت الإتفاقية مع المؤسسة التي وفت بتأمين كل المستلزمات المطلوبة لافتتاح هذا المصنع، الذي نعوّل عليه ليس لتعزيز دور الجامعة فحسب، بل لكل لبنان ولشبابه ولخريجيه. وكنا احتفلنا في الإدارة المركزية للجامعة للتأكيد على انطلاق المشروع والتصميم على إنجازه، ولتسجيل انحيازنا إلى جامعتنا الوطنية التي تحتضن عشرات آلاف طالبات وطلاب لبنان والعالم العربي. وبدءاً من اليوم نستطيع القول أن الجامعة ستكون مؤسسة منتجة، وتتخطى كل الصعاب والظروف المعقدة في بلادنا، إذ أننا نحتفل ونمنح شعلة أمل للبنان في ظل الأوضاع الصعبة والإنقسامات والخلافات السياسية والفراغ الرئاسي، والأهم أننا نرفع بهذا المصنع عنوان التحدي والصمود في وجه الاعتداءات الإسرائيلية ضد أهلنا في الجنوب، والتي طالت المدارس والمؤسسات التعليمية وهجّرت التلامذة والأهالي من قراهم".

وقال: "إن افتتاح هذا المصنع سيعطي دفعاً للجامعة اللبنانية التي صمدت بهمة أهلها ورئيسها الدكتور بسام بدران، وأحييه على العمل الذي أنجزه خلال سنتين ونصف من توليه الرئاسة، وهو الذي غيّر صورتها ونقلها إلى مستوى متقدم، والذي يعمل بالتنسيق معنا في غياب مجلس الجامعة على إعادة رفع مستوى الجامعة وتعزيز وظيفتها الأكاديمية والبحثية، فيأتي هذا المصنع ليضاف الى مختبرات الجامعة وهيئتها التعليمية وأهلها، والتي أثبتت قدرتها على مواكبة كل جديد. وها نحن في هذا المجمع الذي يحتضن مصنع  إنتاج الأجهزة الإلكترونية من شركة طلال أبو غزالة، سيوفّر فرصاً للتدريب التقني العملي لطلاب الجامعة وغيرهم، مع دمغته "صنع في لبنان" والدكتور طلال يقول إنه صنع في لبنان".


وأكد الحلبي "أن افتتاح مصنع تجميع وإنتاج أجهزة إلكترونية في الجامعة بدعم من شركة طلال أبو غزالة للتقنية، سيعطي الجامعة اللبنانية صفة جديدة هي الإنتاجية التي تضاف إلى وظيفتها الأكاديمية، وهو يؤسس لمسار نعمل عليه لاستعادة رياديتها، بالتوازي مع الجهود التي تُبذل للحصول على أنظمة الاعتماد العالمية، لتعزز فرص طلابها وخريجيها في أسواق العمل. وأستطيع أن أؤكد، بعد نحو ثلاث سنوات من تولي مسؤوليتي في التربية، أن الجامعة كانت ولا تزال في صلب اهتماماتي، وشكلت أولوية مطلقة في خططنا بالتوازي مع النقلة التي أحدثناها في التعليم العالي. وأجزم بأن تطوير الجامعة وتعزيز صمودها الذي عملنا عليه مع رئيسها، كان للهيئة التعليمية وأهل الجامعة بكل فئاتها ومكوناتها دور أساسي في عودتها الى النهوض، رغم أن هناك العديد من الملفات التي تحتاج الى متابعة وإقرار وأبرزها ملف التفرغ الذي نعمل على تذليل تعقيداته لنتمكن من رفعه الى مجلس الوزراء لإقراره وكذلك ملف العمداء".

وذكر أنه "قبل سنة ومن على منبر الإدارة المركزية للجامعة، قلت إن الجامعة تفتح صفحة جديدة، شاءت الأقدار أن تكون مبادرة مجموعة طلال أبو غزالة فاتحتها، لكنها ترتكز على إنجازات حققتها متحدية الظروف الصعبة. واليوم مع هذا المصنع وفي ظل سنة جامعية طبيعية لم تشهد أي إضرابات، نستمر في تعهدنا بحماية الجامعة وفتح صفحات من الإصلاح والتطوير لترسيخ موقعها في التعليم العالي كجامعة أكاديمية للبحث العلمي".


وختم الحلبي "بالتحية والشكر للصديق طلال أبو غزالة ودوره الوطني والعربي ومؤسسته النهضوية"، وقال: "أشد على أياديكم كما أشكر صاحب الرعاية دولة الرئيس على حضوره ودعمه المتواصل للجامعة وللتربية والتحية الكبرى للجامعة اللبنانية وأهلها".

ميقاتي

ثم ألقى الرئيس ميقاتي كلمة جاء فيها: "المناسبة إستثنائية وفي ظروف إستثنائية نلتقي للإعلان عن افتتاح مصنع للإلكترونيات في جامعتنا الوطنية، إنها حقا خطوة رائعة، تترافق مع الجهود التي قامت بها الجامعة اللبنانية خلال فترة قصيرة، أعادت لها بريقها وموقعها العلمي والمهني المتميز داخلياً وخارجياً".

أضاف: "اليوم يعلن القيّمون على هذه الجامعة والعاملون فيها على اختلاف مسمياتهم، عن سعيهم لتحقيق التمايز في الصناعات التكنولوجية والبحث العلمي، ذلك أن مصنعاً للإلكترونيات في حرم الجامعة سيتحول إلى مكان للإبداع والإبتكار إضافة إلى عملية الإنتاج، وسيكون له تأثير إيجابي على المجتمع الجامعي والصناعات الوطنية".

وتابع: "بكل فخر وإعتزاز نتشارك اليوم حفل افتتاح هذا المصنع في "مجمع بيار الجميل الجامعي"، وهذه المبادرة تشكل تحولا كبيرا في مسيرة الجامعة اللبنانية، التي تخطو بثبات نحو تعزيز الإبتكار وتفتح آفاقاً واعدة للأجيال الشابة، عبر ربط التعليم بالخبرات التقنية العالمية ودعم الصناعة المحلية العالية الجودة، لتنافس مثيلاتها المستوردة، على يد خبراء وأساتذة وطلاب من داخل الجامعة".

وأعلن "أن افتتاح هذا المصنع، يأتي ثمرة تعاون مشترك بين الجامعة اللبنانية ومجموعة طلال أبو غزالة الدولية بشخص رئيسها الدكتور طلال أبو غزالة، الذي كنا ننتظر أن يكون معنا اليوم وتغيب بسبب وعكة صحية تعرض لها ونتمنى له الشفاء العاجل، نرحب به بيننا ونوجه له تحية تقدير، وهو المؤمن بقدرة الشباب في الوطن العربي وفي لبنان على اكتساب المعارف التكنولوجية وتطويرها على أرض الواقع، إضافة إلى تبني تصاميم الأساتذه والخريجين ومنحهم براءات اختراع ووضعها ضمن خطوط الإنتاج".

واستطرد ميقاتي: "إن جامعتنا اللبنانية التي نعتز اليوم بوجودنا في صرحها العلمي للتشارك في إطلاق هذه البادرة الطيبة والمقدرة، لها عندنا مقام الصدارة والتقدير لإنجازاتها العلمية المعتبرة عالمياً، وذات التصنيف الإعتمادي الدولي. وهي المقام الذي تلتقي فيه أجيالنا البانية للمستقبل، والواعدة بالكثير من الخير والأمل بعزم وإرادة وزخم وطني."

وقال: "هنا شباب يناضلون بالعلم والبحث والتخصص، وفي كل لبنان شابات وشباب، هم أبناء مجد الوطن الذي نؤمن بأنه سيكون أصلب وسيبقى دائماً أقوى، بتفاعل أبنائه ووحدتهم وحبهم للكرامة والحرية. أقول إن الجامعة اللبنانية، بتوجيه ومتابعة حثيثة من معالي الوزير عباس الحلبي، وأوجه تحية خاصة الى رئيس الجامعة الدكتور بسام بدران، والى أساتذة الجامعة بشخص الدكتور أنطوان شربل، وأؤكد أن الجامعة بما لديها من كفاءات وخبرات علمية وبحثية وإدارية، تثبت أنها تمتلك نظاماً بيئياً مناسباً للإبتكار، وهذا ما سيشجع المستثمرين على التعاون مع الجامعة في مشاريع مماثلة".

وتابع: "وقبل الختام، لا بد لي من أن أشير الى أمر حيوي يهم جميع المواطنين، وأخذ حيزاً من النقاش في اليومين الماضيين. من على هذا المنبر أشكر رئيس الوزراء العراقي، الذي لم يتردد نتيجة اتصالي معه بالأمس، من أن يوعز باستمرار تزويد لبنان بالفيول العراقي. وهذه وقفة أخرى تجاه لبنان. وقد تواعدنا على لقاء قريب بإذن الله في بغداد بعد انتهاء مراسم عاشوراء، لمتابعة هذا الموضوع وللعمل من أجل المزيد من التعاون. شكراً للعراق ولكل الدول الشقيقة والصديقة التي تدعم لبنان في هذه المرحلة الصعبة".

وختم مهنئاً مجدداً "جميع الذين عملوا على إتمام هذا المشروع الذي نحتفل بإطلاقه اليوم وليكن حافزاً للمزيد من العطاء. وسيبقى هذا اليوم محطة مميزة في ذاكرة الجامعة اللبنانية".

وفي الختام، تم تقديم أول إنتاج للمصنع إلى الرئيس ميقاتي، وجرى افتتاح المصنع حيث جال الحضور في أقسامه وأقيم كوكتيل للمناسبة.

المزيد من الفيديو
كلمة الرئيس نجيب ميقاتي في حفل افتتاح قسم غسيل الكلى في مستشفى المنية الحكومي