
الرئيس ميقاتي إلتقى الوزيرين فنيش وقانصوه
الأربعاء، ٣٠ تشرين الأول، ٢٠١٣
تابع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي شؤوناً وزارية في السرايا اليوم، حيث إستقبل وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية محمد فنيش الذي قال بعد اللقاء: كانت جولة أفق حول الوضع العام في البلاد.
ورداً على سؤال قال: إن مفهوم تصريف الأعمال يحتاج إلى مقاربة مختلفة، لأن تصريف الأعمال يرتبط بالمصلحة وإلا لما كان تحدث الدستور عن تصريف الأعمال في حكومة مستقيلة. وعندما وضع المشرِّع هذه المادة لم يكن في حساباته أن تستمر فترة تصريف الأعمال لحكومة مستقيلة ستة أو سبعة أشهر، وأن يوجد رئيس مكلف لم يشكل حكومة. لقد أجريت مع دولة الرئيس مقاربة لهذا الموضوع وبحثنا في بعض الأفكار، والمهم هو الإنطلاق من قاعدة مصلحة البلد، وأن لا نتسبب بالإضرار بمصلحة البلد.
أضاف: إن النص الدستوري لا يتعارض مع الممارسات التي ندعو إليها، والنص لا يحدد الصلاحيات بالمعنى الضيق بل يقول بتصريف الأعمال، ولكن بالتأكيد فإن النص كان مرتكزاً على مصلحة البلد وضرورة ألا تتوقف هذه المصلحة، وهذا الأمر يحتاج إلى مقاربة مختلفة، خاصة إذا كانت هناك أمور لا ترتب نفقات وإلتزامات مالية على الدولة، ولا تفسّر كأن الحكومة تعمل خارج إطار المساءلة والمحاسبة. إذا كانت هناك مسائل تنظيمية، واتخذت الحكومة قرارات بشأنها، مثل موضوع النفط، فيجب أن لا يكون هذا الأمر عائقاً أمام إنعقاد مجلس الوزراء.
سئل:هل هي قضية سياسية؟
أجاب: هنا تكمن الصعوبة في كيفية التمييز بين الخلافات السياسية والمناكفات السياسية وأن نعمل لمصلحة البلد ولا نُضيّع الفرص عليه.
الوزير قانصو
وإستقبل الرئيس ميقاتي وزير الدولة علي قانصوه الذي قال: ليس غريباً أن أقول أنني قمت بزيارة اليوم لدولة الرئيس لأننا لا نرى بعضنا، لقد مرتّ سبعة أشهر على إستقالة الحكومة التي عقدت جلسة واحدة، وقلت لدولة الرئيس هل أن البلد يسير بالتمام والكمال كي لا تكون هناك حاجة لتعقد حكومة تصريف الأعمال جلساتها؟ الجميع يعرف أن الوضع الأمني غير جيد وكذلك الوضع الإقتصادي وأوضاع الناس في غاية السوء، ألا يتطلب كل ذلك أن تعقد حكومة تصريف الأعمال جلسات مخصصة للأمور الطارئة والمُلحة، ومنها وحسب رأينا الوضع الأمني. هناك حاجة طالما أن الحكومة، بما هي سلطة إجرائية وبما هي إدارة للبلد، لأن يكون الوضع الأمني في سلم أولوياتها وأن تعقد جلسات لتأمين المظلة اللازمة للجيش اللبناني وللقوى الأمنية.
أضاف: لا شك أن طرابلس تُقلقنا جميعاً لأنه في كل فترة هناك جولة عنف جديدة، والجيد أن الجيش اللبناني إتخذ هذه المرة إجراءات جيدة وكلنا معه في هذه الإجراءات وكلنا نتمنى أن يدخل الجيش على كل مناطق طرابلس من دون إستثناء ليعود الإستقرار فعلياً إلى طرابلس التي تدفع أثماناً غالية لحسابات لا دخل لها بها، سواء كانت حسابات خارجية أو داخلية. أعلنت أمام دولة الرئيس تأييدنا ووقوفنا مع الجيش ومع سائر الأجهزة الأمنية وأدنت الحادث الذي تعرض له بالأمس أحد المواطنين الذي كان يقوم بزيارة لأحد أقاربه في باب التبانة وتعرض لإطلاق النار والسبب أنه قومي إجتماعي، وطالبت دولته أن تتولى الأجهزة الأمنية هذا الموضوع وكذلك الأجهزة القضائية وتُحاسب من إرتكب هذا الفعل الذي أعتبره إجرامياً بإمتياز.
أضاف: موضوع آخر يتطلب عقد جلسة للحكومة هو موضوع النفط، ففي الوقت الذي قطع العدو الإسرائيلي شوطاً كبيراً في التنقيب عن النفط والغاز وبدأ بعقد مؤتمرات لتسويق الغاز إلى الخارج، لا يجوز أن يبقى لبنان في جدل بيزنطي حول تحديد مربعات مثلاً أو ما شابه ذلك، ولا تعقد الحكومة جلسة لإصدار المراسيم التطبيقية اللازمة التي من دونها لا نستطيع إطلاق المناقصات، لذلك تمنيت على دولته بإسم الحزب القومي السوري الإجتماعي أن يعقد جلسة لمجلس الوزراء لإصدار هذه المراسيم التطبيقية.
تابع: وكما أن دولة الرئيس حريص على تأليف الحكومة الجديدة بأسرع وقت ممكن، نحن أيضاً حريصون على الإسراع في تأليف هذه الحكومة ونعتبر أن فريق 14 آذار يُعطل عملية التأليف، لأن غالبية الكتل النيابية هي مع صيغة 9-9-6 بإستثناء فريق 14 آذار، هذا الفريق يُعطّل تأليف الحكومة وكذلك أعمال المجلس النيابي وبعدها إلى أين؟ مؤكد أن هذا الفريق عطَّل أيضا طاولة الحوار، لذلك نحن نتوجه إلى هذا الفريق بالقول "أنت تتحمل مسؤولية هذا التعطيل الذي شلَّ البلد" وندعوه إلى إعادة النظر بموقفه لصالح المُضي في تأليف حكومة جديدة على قاعدة 9-9-6 أو على قاعدة 12-12-6 إذا كانت حكومة ثلاثينية، ونحن كحزب كنا تمنينا على الرئيس المكلف أن يمضي في صيغة حكومة ثلاثينية موزعة على النحو الذي ذكرته أي 12-12-6. نحن نعتقد أنه من دون تفعيل المؤسسات الدستورية فإن البلد يدفع أثماناً كبيرة أقلها أنه سيبقى مكشوفا، على المستوى الأمني وعلى سائر المستويات أيضاً.
سلطان
وإستقبل الرئيس ميقاتي السيد توفيق سلطان الذي قال بعد اللقاء: عرضنا الأوضاع الأمنية في طرابلس، ونعتبر أن ما تحقق في المدينة خطوة جيدة ومطلوبة، نأمل أن تكون بداية وليست نهاية، حتى لا يتكرر ما جرى. وبعد إستتباب الأمن علينا الإهتمام بالأوضاع الإقتصادية والمشاريع الإنمائية في المدينة والتي تحتاج إلى تحريك العجلة الإنمائية. وكان مجلس الوزراء أقّر مبلغ100 مليون دولار من أجل تحسين ظروف الحياة في طرابلس، فنأمل أن نتوصل إلى ترتيب معين من أجل صرف هذا المبلغ في المكان المفيد، خاصة بعد هذه المعاناة الطويلة نتيجة الفلتان الأمني وغياب مؤسسات الدولة الفاعلة على الأرض.
لقاءات أخرى
وإستقبل الرئيس ميقاتي سفير لبنان في السودان السيد نزيه عاشور، ثم الأمير فريد شهاب مع وفد من "ملتقى التأثير المدني" عرض للرئيس ميقاتي مشروع خطة الخمسية لادارة قطاع المياه في لبنان.



